إعتصام النواب: مفتاح للحوار الداخلي لإتمام الانتخابات أو تكريس للإنقسام؟

 

سواء اندرجت خطوة النواب في الاعتصام داخل البرلمان لانتخاب رئيس جديد للبلاد في السياق الأيجابي أو غير الناجع، فإنها أظهرت تعاطيا جديدا من هؤلاء النواب حيال هذا الملف لم يستسغ البعض هذه الخطوة وايدها البعض الأخر، وتعددت القراءات بالنسبة إلى هذا الأعتصام ، في حين أن السيناريوهات بشأنه تتأرجح بين اطالة امده أو تعليقه لفترة أو بشكل نهائي.

وفي كل الأحوال، فإن هذا التحرك لا يزال حديثا ويشكل محور متابعة سياسية وشعبية لاسيما وأنه تم بشكل مفاجئ ولم تعهده الساحة النيابية أو السياسية سابقا. يقال انه لن يحقق أهدافه ويقال أيضا أن داعميه قلائل وانه غير دستوري .هي محاولة وأكثر  ولربما يدفع في اتجاه الحوار الجدي وربما يساهم في زيادة الانقسام.

قال كثيرون ان الرد على خطوة هؤلاء النواب أتى من رئيس مجلس النواب نبيه بري وذلك من خلال عدم تحديد موعد لجلسة انتخاب جديدة انما دعا إلى جلسة للجان مشتركة  فسرت هذه الدعوة بأنها استياء من رئيس المجلس الذي سبق وأن دعا إلى الحوار والتوافق، ولم يستجب أحد معه وقتها ، ومن التقى رئيس المجلس مؤخرا خرج بتأكيد أن الرئيس بري مصر على التفاهم وإي تطور يصب في هذا الإطار، يقوده حتما إلى دعوة فورية لعقد جلسة انتخاب جديدة.فأي مشهد انتخابي مرتقب بعد اعتصام النواب ؟

تؤكد مصادر سياسية مطلعة عبر "لبنان ٢٤"أن هذا التحرك متواصل اقله في الفترة المقبلة ، وقد يتوسع أو يبقى وفق العدد الحالي انطلاقا ،ربما من خطة مدروسة ، والملاحظ أن ثمة نوابا ينضمون إلى العدد الثابت من زملائهم. وتلفت الى ان نوابا آخرين عبروا عن رأيهم في هذه الخطوة، على أن هناك اتصالات تقودها المعارضة وفق توزيع للأدوار.

وترى هذه المصادر أن ثمة نوابا من قوى التغيير معروفون بتواصلهم مع رئيس المجلس ، ولذلك فأن ارجحية عقد لقاء بين عدد منهم ورئيس المجلس قائمة على قاعدة الاستفسار عن مستقبل الجلسات الأنتخابية ، مشيرة في الوقت نفسه أن هذا توقع فحسب لاسيما إذا كانت هناك رغبة مشتركة لعقد الاجتماع ،أما السؤال المطروح هنا فهو هل ان قرارا بالتصعيد قد اتخذ ام أن ثمة توجها من المعنيين بأستئناف حلقات حوارية ومعلوم أنها لا تزال تلقى اعتراض الكتلتين المسيحيتين، أي القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر؟وتفيد هذه المصادر أنه ليس معروفا ما إذا كانت هناك مبادرة جديدة يعمل على تحضيرها أو أن المراوحة القاتلة في الملف الرئاسي تبسط سيطرتها .

وتقول المصادر إنه لا بد من مراقبة التحركات المقبلة للبناء عليها ، مشيرة إلى أنه ربما تكون المعادلة لدى رئيس المجلس قائمة على التالي: فليمكث النواب في المجلس كما يشاؤون لكن النتيجة واحدة إلا وهي أن التوافق هو السبيل الوحيد لأنتخاب الرئيس ومدخله الأول والأخير هو الحوار.

وترى أن موضوع الدورات الأنتخابية المتتالية في إنجاز الاستحقاق هو مطلب دستوري بالنسبة للنواب المعتصمين وليس مؤكدا أنه سيصار إلى الاستجابة له في ظل لعبة النصاب ، أو انه سيقود إلى مكان ما.

قد يستمر النواب في الأعتصام وقد تتكثف الأتصالات وتخف وتيرتها وتتقلب المواقف، إلا أن المؤشرات الأساسية للتفاهم على مرشح رئاسي وإتمام الأنتخابات ما زالت غائبة في الوقت الحاضر .
المصدر: خاص "لبنان 24"

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...