حوارات ثنائية في "الوقت الضائع" لكسر الجمود... الحل الرئاسي مؤجل!

 

تشهد البلاد حالة من الانفصام الشديد على كل المستويات، ففي ظل تراكم الازمات الضاغطة التي تجاوزت كل الحدود على الناس يقيت الاحتجاجات الشعبية خجولة او تكاد تكون معدومة. ورغم تمدد الفراغ الى سائر مؤسسات ومرافق الدولة يستمر الاستحقاق الرئاسي سجين المتاريس السياسية المرفوعة بين سائر الاطراف، لا سيما بعد فشل او افشال المبادرات الحوارية الموسعة.ورغم بعض التحركات واللقاءات الثنائية التي سجلت مؤخرا فان مشهد التأزم بقي على حاله، الامر الذي دفع مصدرًا سياسيًا بارزا الى القول للديار امس «لا شيء يبشر حتى الان باي تطور ايجابي على صعيد الازمة الرئاسية، اكان على المحور الداخلي ام الخارجي».

وحول التحركات واللقاءات التي سجلت او التي يحكى عنها نقل زوار عن مرجع بارز قوله «انا مع كل ما يقرّب بين القوى السياسية في شان الاستحقاق الرئاسي او غيره، ولست مع كل ما يبعّد في ما بينهم او يساهم في اطالة الازمة».

واشار الى ان ما تشهده الساحة السياسية حاليا من لقاءات وتواصل امر جيد ومطلوب لكنه لم يرتق الى مستوى فتح او الانتقال الى مرحلة اطلاق حوارات ناشطة وجامعة لاستخلاص حل للازمة القائمة، خصوصا في ظل رفض البعض التحاور مع الاخر».

ودعا المرجع الى الابتعاد عن المواقف والحركات الشعبوية التي لا تساهم في الحلول، ولا تغير من واقع الحال.

على صعيد آخر قالت مصادر مطلعة لـ «الديار» ان اللقاء الثلاثي الفرنسي - الاميركي- السعودي الذي جرى الحديث عنه منذ اكثر من شهر قد يعقد بواسطة الانترنت في شباط المقبل، لكن كل المؤشرات والمعطيات لا تدل على انه سيسفر عن نتائج ملموسة بشأن الاستحقاق الرئاسي.

واضافت ان مواقف هذه الدول لم تتبلور، لا بل انها ما زالت في دائرة الاستطلاع والمتابعة، لافتة الى ان السفيرة الفرنسية ان غريو في لقائها مؤخرا مع الرئيس بري لم تتحدث عن اي جديد في الموقف من الاستحقاق مجددة حث الاطراف اللبنانية على انتخاب رئيس للجمهورية. وحرصت على استطلاع المستجدات اللبنانية في هذا الخصوص، وعلى استعداد فرنسا لتقديم مزيد من المساعدات الانسانية للبنانيين.

وفي السياق نفسه قالت المصادر ان الادارة الاميركية تكرر موقفها بانها لا تؤيد مرشحا معينا وان هذا الامر يعود للبنانيين، وهي للاسف تتعامل مع الوضع اللبناني من منظور تقديم «مساعدات اغاثية» محدود للبنان، في الوقت الذي لم تعط الضوء الاخضر لرفع الحصار الكهربائي عنه ولم تفرج عن تزويده بالغاز المصري والتيار الكهربائي من الاردن.وقال مصدر مطلع للديار ان الموقف السعودي تجاه الاستحقاق الرئاسي اللبناني هو  انه ليس لها مرشح معين للرئاسة ولا تسعى لانتخاب رئيس لها في لبنان لكنها لا تريد ان يكون الرئيس الجديد ضدها.

واضاف: ان الرياض لم تناقش مع اي طرف لبناني اسما محددا، لكنه لم يستبعد ان يكون وصل الى مسامعها بطرق مختلفة من جهات لبنانية اسم مرشح او اكثر من مواقع  عديدة.

وقال انها لم تبد رأيها باي مرشح حتى الان، وربما تفعل ذلك بالتشاور مع جهات خارجية وداخلية في الفترة المقبلة لا سيما مع فرنسا.

وردا على سؤال قال المصدر ان الحوار الذي بدأ بين السعودية وايران مستمر وهو بطبيعة الحال يساعد بشكل او بآخر على تعزيز فرص انتخاب الرئيس اللبناني، لافتا الى كلام وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان ال سعود مؤخرا على هامش مؤتمر دافوس وقوله «اننا نحاول ان نجد مسارا للحوار مع ايران».

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...