هل اقترب الفرنسيون من الحل الرئاسي؟

 

تستمر فرنسا في لعب دورها على الساحة اللبنانية حيث تسعى الى تدوير الزوايا بين الدول المعنية بالملف الرئاسي. ويُكثف الرئيس ايمانويل ماكرون اتصالاته بين عواصم القرار وابرزها واشنطن طهران والرياض لتمرير اسم مرشح يحظى بمباركة هذه العواصم ويتم اسقاطه على الاطراف اللبنانية، الا أن مساعي الرئيس الشاب تصطدم بجملة معوقات لا تقتصر على التباين بين واشنطن وطهران او الرياض وطهران بل أيضا بين ادارة الرئيس الاميركي جو بايدن وولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي بات اقرب الى المعسكر المقابل المتمثل بالصين وروسيا نظرا لخلافاته الجوهرية مع ادارة بايدن وميوله الى سياسة الرئيس السابق دونالد ترامب.

ومع افتتاح جلسات انتخاب الرئيس في سنة الـ 2023 والمفترض ان تكون الخميس المقبل، لا يرى اللبنانيون اي بارقة أمل يمكن أن تؤثر على المشهد الانتخابي، فالمواقف تحافظ على أسلوبها ومفرداتها، في حين يستطلع حزب الله حلفاءه ويُراهن على وحدة الصف خلف الورقة البيضاء الى ان تنضج الظروف الدولية والاقليمية لانتاج رئيس توافقي. وتشير مصادر نيابية مقربة من الحزب لـ "ليبانون فايلز" الى أن الفرنسيين يتواصلون مع اكثر من طرف داخلي للوصول الى طرح اسم توافقي يجمع حزب الله وفريقه السياسي من جهة والاحزاب والقوى المعارضة للحزب ومشروعه من جهة أُخرى.

في جيب الفرنسي لائحة تضم اسماء مختارة قد تكون جدية لطرحها على العواصم المعنية بهذا الاستحقاق وقد تشمل أسماء بعيدة عن الاعلام تجنبالحرقها، ولكن ثمة تريث فرنسي في مناقشة هذه اللائحة ان لم تلمس باريس جدية حقيقية وواقعية من قبل الدول التي تتواصل معها وتحديدا ايران والسعودية، قبل تقديم أي طرح بديل.

في المقابل تؤكد مصادر نيابية معارضة أن فريقها السياسي سيتحرك في الاسابيع المقبلة ولن يبقى أسير السيناريو التعطيلي الذي نشهده في ساحة النجمة، وسيُمارس هذا الفريق ضغطا على الطرف الآخر وعلى الرئيس نبيه بري لابقاء الجلسات مفتوحة الى حين انتخاب رئيس للبلاد. وتستغرب المصادر كيف أن الثنائي حزب الله وحركة أمل يُصران على الحوار كمدخل لانتخاب رئيس ويُمارسان في المقابل تعطيلا مقصودا في المجلس بعد عرض "مسرحية" الانتخاب من الدورة الاولى، مشيرة الى ان الاجدى بالرئيس بري ابقاء الجلسات مفتوحة الى حين انتخاب رئيس لأن برفعه الجلسات من الدورة الاولى يُعطل الدستور لخلق اجتهادات في غير محلها عبر الدعوة الى الحوار في مجلس نواب تحول بحكم الدستور الى هيئة ناخبة.

وبحسب المصادر فإن هناك مبادرة يُعمل عليها في الكواليس اطلع الرئيس نبيه بري على ابرز عناوينها، وهي مبادرة انطلقت من بعض الشخصيات المعارضة القادرة على التحرك وعقد اجتماعات مع عدد من القوى السياسية وابرزها حركة أمل وحزب الله والتيار الوطني الحر، وهذه الشخصيات التقت سفراء فرنسا والولايات المتحدة والرياض، وعرضت عليهم المبادرة التي من المنتظر أن تجول عواصم القرار ليُبدي كل طرف رأيه.

فرنسا القريبة من هذه المبادرة، تسعى الى اقناع الرياض بضرورة اعطاء الاستحقاق الرئاسي اللبناني اولوية ومناقشته مع طهران، الا أن السعودية لا زالت على موقفها المتمسك بضرورة مناقشة الملف اللبناني كرزمة واحدة من ضمنها يأتي انتخاب رئيس للبلاد، وهي تخشى اعادة تجربة الرئيسميشال عون وترغب بتسوية سياسية مع طهران لتجنيب لبنان السيناريو العراقي الذي فشل بانتاج تسوية مستدامة بل تحول الى ساحة لتصفية الحسابات وصندوق بريد لتناقل الرسائل بين الدول.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...