"من دون تردد".. أوكرانيا لا تزال مستعدة للقتال من أجل باخموت

 

تجمّد إيقاع الحرب الروسية على أوكرانيا بشكل كئيب، حيث لا يزال كلا الطرفان مستعدين للقتال بقوة في واحدة من أطول المعارك في الحربوبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، "هذا يتناقض مع استراتيجية أوكرانيا في أماكن أخرى على طول خط المواجهة، حيث نجحت بتجنب المواجهات المباشرة، والاعتماد عوضاً عن ذلك على المناورات الذكية والخداع والأسلحة البعيدة المدى التي قدمها الغرب لإجبار الروس على الانسحاب. 

في مرحلة مبكرة من الحرب، كانت القيادة الأوكرانية أكثر غموضًا بشأن المعارك الضارية مثل باخموت. عندها، فكر الرئيس الاوكراني فولوديمير زيلينسكي في ما إذا كانت وفاة حوالي 100 جندي أوكراني يوميًا في سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك تستحق الكفاح من أجل مدينتين مدمرتين بالفعل".

وتابعت الصحيفة، "لكن هذه المرة، لم يكن هناك خيار آخر. ويشير بحث جديد إلى أن القتال المدني المميت في الصيف الماضي لم يكن بلا معنى كما بدا عليه في ذلك الوقت وأثبت تحليل أجراه اثنان من كبار المحللين العسكريين ونشر الشهر الماضي من قبل معهد أبحاث السياسة الخارجية، أن القتال في حالة استنزاف وكتب المحللان روب لي ومايكل كوفمان أن المعركة الضارية أضعفت الجيش الروسي بما يكفي لنجاح هجومين أوكرانيين في الخريف. هذه الهجمات، في منطقة خاركيف في الشمال وخيرسون في الجنوب، ألحقت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بهزيمتين من أكثر الهزائم إحراجًا".

وأضافت الصحيفة، "قال لي في مقابلة إن "كمية الذخيرة التي أنفقتها روسيا والخسائر التي تلقتها كانت السبب في فشل الجيش الروسي". 

وأضاف أنه ما إذا كانت مدينة باخموت ستلعب دوراً مشابهاً قبل الهجمات المتوقعة في الربيع من قبل أوكرانيا يعتمد على العديد من المتغيرات بما في ذلك عدد الجنود الذين يمكن لروسيا حشدهم بعد التعبئة في الخريف الماضي. واستمر القتال العنيف يوم الاثنين على طول خط الجبهة الممتد من باخموت شمال شرق باتجاه مدينة سوليدار، حيث ادعى الروس أنهم استولوا على قرية قريبة وقالت أوكرانيا إنها صدت محاولات روسية لاقتحام سوليدار نفسها وقالت نائبة وزير الدفاع الأوكراني هانا ماليار في منشور لها عبر منصة "تليغرام" إنه بعد المحاولة الفاشلة للإستيلاء على سوليدار والذي تبعه تراجع القوات الروسية، أعاد العدو تجميع صفوفه "وشنّ هجوماً قوياً"."

وبحسب الصحيفة، "إن القيمة الاستراتيجية لباخموت قابلة للنقاش، لكنها تحمل أهمية رمزية لكلا الجانبين. بالنسبة لروسيا، فإن الاستيلاء عليها سيكون أهم نجاح يمكن أن تحققه منذ اشهر أما بالنسبة لأوكرانيا، فقد حوّلت المعركة الطويلة والخسائر الفادحة باخموت إلى رمز وطني للتحدي. وقال الجنرال فريدريك ب هودجز، القائد العسكري الأميركي السابق في أوروبا، عن معركة باخموت، التي دخلت شهرها السادس الآن، "إنه مكان مثل فردان في الحرب العالمية الأولى، حيث يحاول كل جانب استنزاف الآخر" في العصور القيصرية، كانت المدينة مركزًا تجاريًا في شرق أوكرانيا ومركزًا لتعدين الملح. 

وأعادت السلطات السوفيتية تسميتها أرتيوموفسك، على اسم بولشفي ساعد في سحق جمهورية أوكرانية مستقلة لم تدم طويلاً في أوائل عشرينيات القرن الماضي. قبل الغزو الروسي، كانت موطنًا لبيوت التجار والجامعات المبنية من الطوب الأحمر، وتقع بين التلال العشبية في منطقة دونباس الشرقية أما اليوم فقد أصبحت المدينة مجرد ركام".
وتابعت الصحيفة، "دارت المعركة في باخموت على مرحلتين: في أول 100 يوم أو نحو ذلك، كان الجيش الروسي هو الوحيد الذي يخوض المعارك، ومنذ ذلك الحين تدخلت مجموعة فاغنر وجندت أسرى في صفوفها. أما المرحلة الثانية فكانت أكثر دموية، حيث هاجم الروس المدينة باستخدام ألوية مؤلفة من المحكوم عليهم. واختبر رئيس المجموعة، يفغيني بريغوزين، وهو شريك مقرب من بوتين وينظر إليه على أنه يريد انتصارًا في باخموت لتعزيز مكانته السياسية في روسيا، تكتيكات جديدة".

وأضافت الصحيفة، "قال مسؤول عسكري أميركي كبير تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة التفاصيل العملياتية إن أعضاء هذه المجموعة "يتحملون العبء الأكبر من أي رد أوكراني هناك". واضاف: "ثم لديك قوات مدربة بشكل أفضل تتحرك خلفهم للاستيلاء على الأراضي التي استولى عليها هؤلاء". ووصف العقيد الأوكراني السابق سيرهي هرابسكي القتال حول باخموت بأنه "طبيعة مختلفة تمامًا" للحرب. وشدد على أن أوكرانيا مستمرة في الدفاع عن المدينة".
المصدر: خاص "لبنان 24"

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...