"جيش الكهنة الالكتروني".. بكركي اختارت المواجهة المباشرة

 

شكلت حادثة توقيف وليام نون يوم الجمعة من قبل جهاز أمن الدولة بناء لاشارة قضائية من قبل القاضي زاهر حماده، بروفا لما هو قادم من اجراءات وملاحقات بحق أهالي ضحايا المرفأ الرافضين لأي فكرة استسلام أو تمييع لقضيتهم التي تعد الاكبر على مستوى البلاد.بروفا توقيف نون اظهرت من حيث الشكل اصرار الاهالي على معرفة حقيقة من قتل أولادهم واستعدادهم الذهاب بعيدا من أجل هذا الهدف ولو كلف ذلك حياتهم، فالمسألة بالنسبة اليهم هي قضية حياة أو موت. كما أظهرت حادثة توقيف نون أن مواقع التواصل الاجتماعي فعلت فعلها على المستويين السياسي والديني.

على المستوى السياسي، استدرجت التغريدات الداعمة لوليام نون نواب التغيير ونواب المعارضة من مستقلين وحزبيين الى الانضمام للشارع ومواجهة عناصر أمن الدولة، حتى أن نائب التيار الوطني الحر سيمون ابي رميا الذي حاول النأي بنفسه في البداية سرعان ما انضم الى نواب منطقته واكد تأييده لنون مطالبا بإطلاق سراحه. ورغم الانتقادات التي وُجهت لنواب التغيير من قبل ناشطين في صفوف الثورة، الا أن خطوتهم كانت في مكانها وساهمت في الضغط على الاجهزة لاطلاق سراح نون وقد جند عدد من هؤلاء لاسيما المحامين منهم، أنفسهم وباتوا ليلة الجمعة في مركز امن الدولة الى جانب اهالي الضحايا وكانوا السند القانوني لوليام نون الى أن انتهت الحادثة بالتخريجة التي انطلقت من بيان مجلس القضاء الاعلى وتبرأ منه رئيسه في وقت لاحق بعد ان خرج نون من مكان احتجازه.

وشكلت هذه الحادثة اختبارا لنواب التغيير الذين مارسوا دورهم ان على المستوى القانوني أو في الشارع، واليوم من المنتظر أن يحضر النواب التحقيقات التي ستُجرى مع الاهالي على خلفية ما حصل في قصر العدل قبل ايام.

أمّا على المستوى، الديني فكان لافتاً دخول بكركي وبقوة على الخط وتبني قضية وليام نون والتصويب بالمباشر على القضاء ورفع سقف المواجهة من دون أي قفازات، وكان لافتا في الاطار خروج جيش الكتروني من الكهنة وهم من رعيل الشباب وانتقاد الطبقة السياسية "بعضهم ذهب بعيدا في تبني الحراك في الشارع والدعوة الى تزخيمه كما حصل في السابع عشر من تشرين".

كانت مهمة "التجييش" لاسيما في الشارع المسيحي، منوطة بدرجة كبيرة بالقوى الحزبية المعارضة من قوات وتيار وكتائب، ولكن تسعى بكركي اليوم الى الدخول على الخط وتزخيم نشاط الكهنة الشباب، ورأينا بعضهم معتصما أمام مركز أمن الدولة وبعضهم الآخر كان رأس حربة التحركات في جبيل فيما خرجت مواقف بارزة من منزل وليام نون شددت على دور الكنيسة لاسيما في هذه المرحلة، وهذه المواقف هي خير دليل على النهج الذي قررت بكركي الانخراط به وهو قائم على المواجهة المباشرة عبر "جنودها"، من الكهنة الشباب الذين يتقنون لغة العصر وقادرين على التأثير في الرأي العام المسيحي. وقد اختارت بكركي هذا التوقيت لاجراء نوع من "النفضة" داخل الابرشيات والاستعانة بجيل الشباب ودعم بعضهم على مواقع التواصل الاجتماعي.تمكّنت الكنيسة المارونية من احتواء ما جرى في جبيل بين الاهالي والجيش، وقطعت الطريق على بعض القوى الساعية الى تشويه سُمعة المؤسسة والاصطياد في الماء العكر، وخرج راعي ابرشية جبيل وكهنة الرعايا في المدينة مؤكدين عمق العلاقة مع المؤسسة العسكرية واضعين ما

جرى في اطار الحوادث الفردية التي تحصل، وفي السياق جرت اتصالات على مستوى القيادة بالمرجعيات وتم احتواء الامر.

العين اليوم على بكركي الساعية الى لعب دور في هذه المرحلة على المستوى المسيحي والوطني، وهناك تنسيق دائم بين الرعايا وتواصل مع الكهنة الشباب لتفعيل عملهم على الارض ومواجهة ما هو قادم.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...