خطّة دولية جديدة لمحاصرة الحزب

 

ميشال نصر - الديار 

بطريقة موجعة هذه المرة، انقض شبح السلطة هذه المرة، على الاهالي وعلى اجهزة الدولة الامنية والقضائية، واضعا الجميع «امام الحيط»، علها تلقن الجميع درسا، في زمن الرسائل المتطايرة من اليمين والشمال، مصيبة الاهداف بالجملة، حارقة اوراقا، مسقطة حظوظا، حافرة «جورا»، ما هدد السلم الاهلي الذي ترنح خلال الساعات الماضية على مكالمة هاتفية مع قاض قرر اقفال خطه، تاركا الشارع في مهب عاصفة لا تعرف نتائجها.

واضح ان ملف القضاء اللبناني بات مفتوحا على مصراعيه اون المسالة ابعد من تحقيق مالي، اذ تشير اوساط ديبلوماسية الى ان ما يجري مرتبط بقناعة تكونت لدى الغرب من ان اي اصلاح ومحاربة للفساد في دولة كلبنان لا يمكن ان تكون من خارج عملية «تطهير» والامساك باللامن والقضاء، باعتبارهما «رعاة» و»حماة» للطبقة السياسية – الاقتصادية التي تتصدر المشهد.

الاوساط التي حذرت من ان المواجهة والتعنت اللبناني، لن يكونا من مصلحة الطبقة الحاكمة، اشارت الى ان كل مهل السماح التي اعطيت للجانب اللبناني جرى استنفادها دون اي نتيجة، وبالتالي بات لزاما على المجتمع الدولي التدخل، حيث يجب ومن البوابة الافعل.

واشارت الاوساط الى ان الفريق القضائي الاوروبي يملك مئات الوثائق التي تمكن من جمعها من مصادر لبنانية رسمية، وغير رسمية، التي جرى تحليلها وتوثيقها وتبويبها، والتي على اساسها وضعت خريطة العمل المشتركة، ناصحة القضاء اللبناني بعدم ممارسة لعبة التذاكي لما لها من انعكاسات سلبية، خصوصا ان المعنيين يعرفون جيدا ان مسالة العقوبات اكثر من جدية وان اللوائح والاسماء والتهم قد اعدت وجاهزة للاعلان عنها وفقا لمقتضيات الظروف وتطورها.

وكشفت الاوساط بان الاسبوع الطالع سيشهد وصول احدى اهم المدعيات العامون في باريس، والتي تنظر في قضايا فساد رئاسية، وسبق ان عملت على ملف الادعاء بحق الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي، والمعروف عنها باعها الطويل في التحقيقات الجنائية من هذا النوع، وكذلك مناعتها ضد التدخلات والضغوط،وذهابها في ملفاتها الى النهاية.

 

تحت هذه العناوين رات مصادر سياسية لبنانية ان الامور باتت قاب قوسين او ادنى من الخروج عن السيطرة في حال استمرت المكابرة الرسمية، واضعة في هذا الاطار ما يحصل منذ يوم الخميس في مسالة التحقيقات في تفجير المرفا، مشيرة الى ان ثمة الكثير من القطب المخفية وان ثمة يد شبح ادارت الاحداث منذ الخميس وحتى الساعة، معتبرة ان الجميع بات اليوم فوق الشجرة ويحتاج الى من ينزله، القضاء حيث العين الدولية «مفتحة»، وما حصل مع الفريق الالماني خير دليل، اما الامن فحدث ولا حرج، امن الدولة البست المصيبة، والجيش استدرج في جبيل، اما الامن الداخلي فغيبه القضاء.

وكشفت المصادر ان السفارات الغربية في بيروت استنفرت اطقمها وتابعت مجريات الاحداث على الارض لحظة بلحظة، متوقعة صدور بيانات في شان ما حصل خلال الساعات القادمة، محذرة من ان الامور هذه المرة قد بلغت نقطة الجد واللاعودة، ذلك ان اطلاق سراح نون «اجل» الانفجار ولم يلغيه.

من جهتها ترى اوساط مقربة من الثامن من اذار ان ما يحصل ليس ببريئ، خصوصا لجهة التحرك السياسي المنظم الذي رافقه، مبدية اعتقادها ان الامور في الشارع تحركت وفقا لاجندة وتوقيت معين، متخوفة من ان يكون الهدف الاساس اشعال اشتباك تمهيدا لوضع اليد الدولية على الملف، خصوصا ان ثمة معلومات على قدر كبير من الجدية في هذا الخصوص.

وختمت المصادر الى ان ثمة خطة دولية على ما يبدو لمحاصرة حزب الله من بوابة جديدة هذه المرة عنوانها «التحقيقات الاوروبية» بحجة ان المسائل التي تتناولها ترتبط بدول اوروبية ومنها تفجير المرفا حيث سقطت اكثر من ضحية تحمل جنسية اوروبية.

فهل مر القطوع على خير ام ان «للمسرحية» تتمة؟ ام هي زوبعة في فنجان؟ الايام المقبلة ستحمل معها الاجابات، وان كانت تغريدة رئيس التيار الوطني الحر لافتة على هذا الصعيد بحسب المطلعين على مسار ملف تحقيق تفجير المرفا وتفاصيله.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...