طوائف لبنان على متاريسها.. على أهبة الانفجار!

 

بنى بعض اللبنانيين الكثير من التوقعات الإيجابية حول الاجتماع الرباعي الذي كان يُحضر للإنعقاد في فرنسا، ويضم الجانب الأميركي، الفرنسي، السعودي والقطري، حيث كانت التوقعات تُرسم بخصوص إطلاق التسوية في لبنان لحل أزمة الرئاسة والحكم والأهم، الأزمة الإقتصادية. لكن كل ذلك طار مع رياح التصعيد الإقليمية والدولية، والاجتماع الرباعي صار ثلاثياً، وبلا أي أجندة سياسية.

بداية الأسبوع المقبل يلتقي ممثلون عن فرنسا، أميركا والسعودية في باريس لبحث الملف الإنساني اللبناني، وكيفية الاستمرار في تقديم المساعدات الإنسانية التي تحمي بعض الفئات الشعبية من السقوط، وبالتالي لن يتطرق اللقاء الى الملف السياسي الا من الباب العام والحث على انجاز الاستحقاقات الدستورية واستكمال العمل على الإصلاحات، وبذلك يكون الرهان على اللقاء، الذي بدأ قبل نهاية العام الماضي، رهاناً خاسراً.

هذه الوقائع بحسب مصادر قيادية في فريق 8 آذار تؤكد كل ما ينادي به أمين عام حزب الله لناحية الدعوة الى الحوار الداخلي وعدم انتظار التسويات الخارجية، ولعلّ خطابه الاخير كان الأكثر وضوحاً في هذا الإطار، عندما قال أن التسوية الإقليمية ليست قريبة، ما جعل خطابه يلتقي مع كلام البطريرك الماروني بشارة الراعي حول القلق من فراغ يضرب المواقع المارونية الاولى في البلد، وهو ما لن يبدأ قبل بداية الصيف المقبل، مع انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، ومن ثم في نهاية الصيف مع انتهاء ولاية رئيس مجلس القضاء الأعلى، وبعد عام من الآن مع انتهاء ولاية قائد الجيش جوزاف عون.

تُشير المصادر إلى أن التعويل على تسوية خارجية لبدء الحلحلة الداخلية لا يكفي لوحده، فقط يطول الإنتظار، رغم كل الحديث عن مبادرات مصرية، تركية، إماراتية، وفرنسية وقطرية، فكل هذه المبادرات لا تحقق الهدف المطلوب وهو التقارب السعودي الإيراني القادر وحده على إيجاد بعض الحلول.

 عدم اقتراب التسوية يمكن مراقبته من خلال الوضع الإيراني، فإيران ستخضع لعقوبات اوروبية قريباً، في إشارة الى انسداد الأفق أمام الحوار النووي، ولأجل زيادة الضغط على طهران، في وقت كان الحوار الإيراني – السعودي مقتصراً على تبادل السلام، دون الكلام بأصل ما يهم المملكة وهو الملف اليمني تحديداً، وبالتالي فلا شيء قريبا بعد.

في الداخل اللبناني دعوات للتقسيم والطلاق، تندرج بحسب المصادر بإطار "الحرب الناعمة" التي تُخاض بين فريقين سياسيين أساسيين، كان لافتاً انضواء الحزب التقدمي الإشتراكي في فريق الثنائي الشيعي فيما يتعلق بالموقف من التقسيم، فهذه الدعوات التي صدرت عن القوى المسيحية، تُعتبر من حسب وجهة نظر المصادر، رفعاً للسقف ومزايدات بالشارع المسيحي، بظل الوضع القائم حالياً.

هذا التصعيد السياسي المترافق مع انسداد أفق العلاقة بين التيار الوطني الحر وحزب الله، يؤدي، بظل غياب القطب السني الأساسي في البلد، الى مواجهة سياسية بين الشيعية السياسية والمسيحية السياسية، حيث لم يعد هناك علاقات تحالفية قوية مؤثرة بين أي مكون مسلم وأي مكون مسيحي، وهنا أصل العطل القائم في النظام والذي لا يمكن أن يستمر الا بإصلاح ضروري فيه.

اليوم نعيش بظل متاريس "سياسية" بين الطوائف، ما يجعل الحاجة الى رئيس مسيحي "جامع" حاجة ماسة لأجل مستقبل لبنان.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...