الروسي "الحِردان" يفضِّل فرنجية

 

تسأل أكثر من جهة سياسية، عن غياب روسيا عن الساحة اللبنانية، ولا سيما في ظل ما يمرّ به لبنان من أحداث وتطورات وأزمات، وحيث لها حلفاء وأصدقاء، فيما ينحصر الملف اللبناني بين واشنطن وباريس على المستوى الدولي.

وعلم في هذا السياق، أن "الحَرَد" الروسي والغضب لا زال مستمراً تجاه الدولة اللبنانية على خلفية موقفها من الحرب الروسية ـ الأوكرانية، وهذا ما يلمسه البعض في لبنان ممن لديهم علاقة متينة مع المسؤولين الروس، وفي طليعتهم المسؤول عن الملف اللبناني والشرق الأوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، حتى أن وزير الخارجية سيرغي لافروف، لم يُعِر أي اهتمام للشأن اللبناني سوى القلق والمخاوف من حصول اضطرابات وأحداث على خلفية الإنقسام السياسي بين المكوّنات والأطراف اللبنانية، ومن ثم من خلال الإنحدار الإقتصادي والإجتماعي، والذي يتزامن مع ما يجري في سوريا التي تعتبر ملعب موسكو الأساسي في المنطقة، من انهيارات تفوق بكثير ما يحصل على الساحة الداخلية، وفي ظل عمليات التهريب التي ارتفع منسوبها في الآونة الأخيرة وعدم قدرة الدولة على لجمها.

أما بشأن الإستحقاق الرئاسي، بحسب المعلومات، فإن موسكو التي تقود حرباً هي الأخطر منذ الحرب العالمية الثانية على أوكرانيا، وتواجه العقوبات والقطيعة من المجتمع الدولي، فإنها لم تدخل في ما يتعلق بهذا الإستحقاق، ولكن كما ينقل أن تمنياتها تقضي بوصول رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية إلى قصر بعبدا، وحيث يعتبر صديقاً وحليفاً، وسبق له وأن زار العاصمة الروسية أكثر من مرة، في وقت أن سفيرها في لبنان ألكسندر روداكوف، لا ينقطع عن زيارة بنشعي بين الحين والآخر.

من هنا، فإن الموقف الروسي حيال الوضع اللبناني ينحصر في إطار التعاطي الديبلوماسي، حيث الأنظار والإهتمامات في مكان آخر، ولكن يمكن الجزم أنه، وفي هذه المرحلة، لن تغوص روسيا في الرمال اللبنانية، بعدما سبق لها، وقبيل حربها على أوكرانيا، أن فعّلت حضورها على الساحة اللبنانية، لتعود وتنكفئ، ومما فاقم من هذا الإبتعاد عن الملف المحلي، كان الموقف اللبناني من الخارجية، والذي كاد أن يؤدي إلى أزمة تم تجاوزها، ولكن آثارها لا زالت قائمة.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...