إفتراق بين "التيّار" و"الحزب"؟!

 

قد يكون الحدث الأبرز الذي طبع الأسابيع الأخيرة من العام 2022، هو انفجار التباين "الصامت" ما بين فريقي "تفاهم مار مخايل" واندلاع المواجهة ما بين "حزب الله" و"التيار الوطني الحر"، وتبادل الرسائل العالية السقف بينهما، ولو أن السجالات توقفت عند حدود البرودة في العلاقات، واقتصار التواصل على الحدّ الأدنى من الإتصالات الهاتفية وتوجيه العتب عبر أصدقاء مشتركين، وإن لم ينسحب هذا الأمر على المناصرين الذين ما زالوا يرفعون سقف خطابهم على مواقع التواصل الإجتماعي.

فهل سيكون عام 2023 عام التراجع أو مراجعة التفاهم بعد 16 عاماً على توقيعه في كنيسة مار مخايل؟ عن هذا التساؤل، تُجيب أوساط نيابية مطلعة، بأن السجال بين الحزب والتيار، لم يصل يوماً إلى هذا المستوى من التوتر على مدى الحقبات السابقة، حيث أن الخلاف في مقاربة الملفات الداخلية كان واضحاً، ولكن مع وصوله إلى العنوان الرئاسي إنفجر بشكلٍ غير مسبوق، فحصل التحوّل الكبير في الخطاب الذي بات "رسمياً" بين الحزب من جهة، ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل من جهةٍ أخرى.

أمّا اليوم، وبعد طي صفحة الإساءة المباشرة، كما وصفتها الأوساط النيابية، فقد انتقل السجال إلى ملف حكومة تصريف الأعمال، حيث تكشف الأوساط النيابية لـ"ليبانون ديبايت"، بأن الجلسة المقبلة لحكومة تصريف الأعمال، لن تتأخر مهما ارتفعت وتيرة اعتراضات "التيار الوطني"، سواء في أروقة ميرنا الشالوحي أو في حارة حريك. وعليه، فإن ما اعتُبر من قبل الحزب إساءةً مباشرة واعتذر عنها لاحقاً، أو برّرها رئيس "التيار الوطني"، قد نقل الخلاف إلى مكانٍ آخر، بحيث بات الحزب مضطراً لأن يقوم بضبط الخلاف المتصاعد في الأيام الماضية بين باسيل من جهة ورئيس مجلس النواب نبيه بري، كما بين باسيل ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.

ورداً على سؤالٍ عن مساعي ترميم العلاقة، والتي غالباً ما كانت تحصل بعيداً عن الأضواء، تقول الأوساط النيابية، أنها شبه مجمّدة في الوقت الحالي، وهي تقتصر على الإتصالات الهاتفية التي سُجّلت على هامش عيد الميلاد المجيد، مشيرةً إلى اتصال المعايدة بين رئيس "التيار الوطني" ومسؤول "وحدة الإرتباط والتنسيق" وفيق صفا، علماً أن قياديين في الحزب، يؤكدون في أكثر من مناسبة رفضهم لأي سجالٍ علني مع الأصدقاء والحلفاء، خصوصاً في ظلّ الظروف الداخلية الدقيقة على كل المستويات.

إلاّ أن الأوساط النيابية نفسها، لا تنفي أن مرحلةً جديدة سوف تبدأ مع انطلاقة العام الجديد بين طرفي "تفاهم مار مخايل"، وقد تتكرّر المحطات التي قد تكشف مجدّداً عمق الهوة بين الطرفين، وتُوَتّر قنوات الحوار المتواصلة بينهما، إنما الإفتراق لن يحصل، ولو حصل نوعٌ من "الهجر" المرحلي.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...