خلاصة "قراءة الخصوم"... ولا ردود في مقابل "الهجوم البرتقاليّ"!

 

اللافت للانتباه في مقابل الهجوم البرتقالي، يبدو انّ قرار الجهات المستهدفة بالهجوم هو عدم النزول إلى حلبة السجال مع «التيار الوطني الحر» ورئيسه. فالرئيس نجيب ميقاتي يتجنّب الردّ المباشر على ما طاله من هجوم سياسي وتجريح شخصي، ورئيس المجلس النيابي نبيه بري يبدو وكأنّه أدار الأذن الطرشاء للمنطق الانفعالي، فيما «حزب الله» وعلى رغم الامتعاض الذي لا تخفيه اوساط قريبة منه من «الافتراء» عليه، آثر الصمت حيال ما طاله من شريكه في تفاهم مار مخايل، تاركاً الكلام المباح ليُقال عبر قنوات الإتصال واللقاءات المباشرة. وأُفيد في هذا السياق، بأنّ ابواب التواصل بدأت تطرق بين الجانبين.

 

الّا انّ لمن أدرجهم التيار ورئيسه في جبهة الخصوم، قراءة مختلفة لا تعطي التيّار ورئيسه أفضلية ان يبقى في موقع الهجوم في هذه المواجهة، وخصوصاً انّ الجهة المقابلة له أوسع من أن يستطيع ان يجاريها، كونها تمتلك بدورها ما قد يجعله يعود الى التموضع سريعاً في موقع الدفاع. فضلاً عن انّه في مكان آخر، يقف على حافة مواجهة مفتوحة مع خصومه التقليديين وفي مقدّمهم «القوات اللبنانية» وحلفاؤها في المقلب السيادي والتغييري. وكذلك مع الحزب «التقدمي الاشتراكي» ووليد جنبلاط. ولا يخرج من هذه المواجهة ايضاً، الرئيس سعد الحريري، الذي وإن كان قد انكفأ شخصياً عن الحياة السياسية، إلّا أنّ جمهوره ما زال في قلب المواجهة بمفعول رجعي يمتد إلى العلاقة النارية التي احتدمت بين الطرفين بعد انتفاضة 17 تشرين.

 

وتعتبر قراءة الخصوم «انّ باسيل كبّر الحجر كثيراً، حيث انّه بعد انتهاء فترة العسل التي امضاها خلال الولاية الرئاسية البرتقالية، ممتلكاً قدرة التحكّم والقرار خلالها، فَقَدَ كل تلك الامتيازات، ودخل في صراع مرير للبقاء على قيد الحياة السياسية، مثقلاً بخلافات واشتباكات سياسية مع جبهة واسعة من الخصوم، وبهبوط مريع عن عرش التمثيل المسيحي إلى رتبة شريك في هذا التمثيل، ولكن ضمن حدود محصورة، إلى جانب قوى مسيحية اساسية صار لها حضور فاعل، نمّته إخفاقات التيار وسياساته الالغائية لكل هؤلاء. وأمام هذا الواقع لم يعد يملك سوى سلاح التصعيد، اعتقاداً منه انّ بذلك يتمكن من تحصين ذاته وتأمين مقومات استمراره رقماً فاعلاً في المشهد السياسي».

 

وتصل قراءة الخصوم إلى خلاصة مفادها، انّ باسيل يقود معركة خاسرة، محاولاً من خلالها ان يحقق القدر الأعلى من المكاسب والمعنويات السياسية على الحلبة الرئاسية، فيما هو في الواقع أسقط نفسه في المأزق، وهو يدرك في الوقت نفسه انّه يستحيل على ايّ من الأطراف السياسيّة أن يتبرّع بالترياق لفريق سمّم البلد، وسمّم علاقاته بالجميع، ونزّه نفسه وشيطن كلّ الآخرين، وسلوكه انتقامي من الجميع، بحيث لم يترك للصلح مطرحاً مع أحد، حتى مع اقرب حلفائه.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...