وكأنه كتُب على اللبناني أن يعاني من سياسييه ومن مرجعياته ومن أحزابه الأمرين... فالسياسات الرعناء أو صلت بلادنا إلى ما وصلت إليه.. ولنقلها أوصلتنا إلى التدمير الشامل، معيشيًا وإقتصاديًا وماليًا واجتماعيًا، وهذا التدمير أوصلنا إلى فوضى في الإدارات والمؤسسات..
"تنصيب" وفلتان "على عينك يا تاجر". نسمع صُراخ نقيب الصيادلة اليومي حول تجّار الدواء ونسمعه يحذّر ويحذّر من الغش والتزوير والفساد، ولكن شكواه تبقى صراخًا في وادٍ.. ونسأله ماذا عمل لمواجهة هذه "الأوبئة"؟
زارتنا اليوم في مكاتب "ليبانون فايلز" مواطنة تشكتي سرقة "ع المكشوف". فهل يُعقل أن يُباع دواء صُنع في لبنان بأكثر من دواء مستورد من الخارج وتحديدًا من هولندا؟
لنقيب الصيادلة جو سلوم نتوجه بالسؤال عما إذا كان يعلم بهذه الفضيحة أم لا؟ والفضيحة هي: دواء لبناني للـ"دوار" صُنع في لبنان وهو جينيريك سعره اليوم في الصيدليات 363 ألف ليرة لبنانية، في حين أن الدواء الأساسي الـ BRANDالمستورد من الخارج سعره اليوم 237 ألف ليرة لبنانية أي بفارق 65 بالمئة تقريبًا.
هذه عيّنة نضعها بإسم وزير الصحة فراس أبيض ونقيب الصيادلة الدكتور جو سلوم للتدخل مع من يجب أن يتدخلا معه ليرحم شعبًا يموت كل يوم جوعًا وفقرًا ويأسًا. ولهما نقول: إذا كنتما تعلمان بهذه الفضيحة فهي مصيبة وإذا كنتما لا تعلمان بها فالمصيبة أكبر.
لم نذكر بالإسم هذين الدواءين، المحلي والمستورد، لأن القصد من هذا المقال الإضاءة على خطأ أو خطيئة لا التشهير، بسبب الفلتان الذي نعيشه في لبنان وعلى الأصعدة كافة نحن على يقين أن الأمثلة كثيرة وكثيرة جدًا عن الدواء في لبنان المستورد أو المحلي.