هل يزجّ باسيل بكركي في حساباته؟

 

مع ارتفاع أنغام الحوارعلى أكثر من مستوى سياسي وحزبي وطائفي، لا يبدو أن الحلول ممكنة بين القوى المحلية، لأن الخلاف هو سمة الموقف لدى فريقي الأزمة الرئاسية، حيث ما من رؤية واضحة أو مقاربة، أو حتى بحثٍ في الحلول.

ويعتبر الكاتب والمحلّل السياسي نبيل بو منصف، أنه من السهل الكلام في الحوار، لأنه غير منتج كونهم "لن يتفقوا على رئيسٍ للجمهورية، حيث أن الكلّ ينتظر الخارج، في ضوء فراغٍ على مستوى الحلول"، موضحاً أن "الكلّ، ومن دون استثناء، عاجزون عن القيام بأي خطوة عملية ولا يستطيعون الإتفاق على رئيسٍ للجمهورية، وينتظرون الظروف الخارجية".

ويتحدث الكاتب بو منصف لـ"ليبانون ديبايت"، عن "إفلاسٍ كامل لدى فريقي 8 آذار والمعارضة والسلطة، والمشهدُ مزرٍ جداً، وما من مؤشرات جدية، وما من توقعات بأي تطور وشيك".

وعن خلط الأوراق والتحالفات، يكشف بو منصف، أن "ما يحصل الآن هو خلط فوضوي وانعكاس لتعمّق الفوضى في المشهد السياسي، وما من فريق قادرٍ على أخذ الأزمة باتجاه واضح واستراتيجي، وحتى الفريق الذي يزعم بأنه يملك الورقة الأقوى كحزب الله وفريقه، فقد تبيّن أن أسباب الأزمة الرئاسية تعود بنسبة كبيرة منها، إلى خلافاتهم الداخلية".

ولكن هذا لا يعني أنه في المقلب الثاني، الوضع هو أفضل، يضيف بو منصف، موضحاً أن "الموقع الثابت الوحيد الذي أقدمت عليه المعارضة، هو أنها رشّحت النائب ميشال معوض، ولكنها توقفت عند هذا الحدّ، ولا تملك اليوم أية استراتيجية في حال طالت الأزمة".

وعن موقف بكركي، يرى الكاتب بو منصف، إنه من المتوقع أن تكون لبكركي "مواقف جراحية دستورية، من انتخابات الرئاسة ومن اجتماع الحكومة، لأن مجلس الوزراء مضطر للإجتماع عند حصول أي طارىء، وها هو اليوم سمير جعجع يطالب بجلسة طارئة للحكومة من أجل البحث بموضوع دخول أسلحة في المطار، فهذا هو منطق ومبدأ تصريف الأعمال، ولا يجب أن تخرج الأمور والمواقف عن هذا الإطار، وبالتالي، إذا كان لجبران باسيل نمط وحسابات سياسية في معارضة جلسة الحكومة التي خُصِّصت للملف الصحي، فلا يجب التضامن معه، لأن المبدأ الدستوري يجب أن يحكم الأمور، وليس استرضاء فريقٍ سياسي على حساب فريقٍ آخر، والحديث بمنطقٍ طائفي مسيحي يجب أن يأخذ في الإعتبار أن يواجهه منطقٌ طائفي سنّي أيضاً يتعلق بامتهانٍ لصلاحيات رئيس الحكومة".

وعن مواقف الأطراف المسيحية، يشير بو منصف، إلى أن البعض منها اعتبر أن انعقاد مجلس الوزراء فيه تعدٍّ على رئاسة الجمهورية، بينما "عليهم أن يحاسبوا الذي يعطّل انتخابات الرئاسة، ولا يعطلوا مجلس الوزراء عندما يجتمع إذا كانت مواصفات اجتماعه مستوفية للشروط الدستورية".

أمّا بالنسبة للحوار في بكركي، يُعرب بو منصف عن أمله بعدم تكرار تجربة الحوار المسيحي التي حصلت قبل انتخاب الرئيس ميشال عون، لافتاً إلى أن "أي اجتماع على المستوى الطائفي سوف يستدرج اجتماعاً طائفياً في مواجهته"، مؤكداً معارضته "زجّ بكركي في هذا الموضوع"، ومحذراً من أن "يأخذها باسيل إلى هذا المكان".

كذلك، يجد إنه "على القوات اللبنانية، أن يتصرفوا بشكلٍ استراتيجي وواضح سواء بالنسبة لمجلس الوزراء أو تشريع الضرورة أو الحوارات، وعدم الإكتفاء بردة الفعل، وقد اقتربوا من موقف باسيل من جلسة الحكومة، وهذا ليس تصرفاً استراتيجياً.

وعن الحوار بين الكتل النيابية، يكشف الكاتب بو منصف، أنه يهدف "لإلهاء اللبنانيين وإخفاء العجز عن فتح مسالك للحلّ، في ضوء غياب الضغط الخارجي لدفع الإستحقاق نحو إتجاهٍ جديد، لأن الطبقة السياسية تثبت يومياً أنها قاصرة عن لبننة الإستحقاق الرئاسي".

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...