"احفظوا اسم أندريه جبيلي"... باسيل "قوّص" نفسه برجله!

 

لو أراد خصوم النائب جبران باسيل أنفسهم تدميره وحزبه لما كانوا نجحوا بالطريقة التي نجح فيها صهر رئيس الجمهورية الأسبق.

ست سنوات خاضها باسيل كـ "دونكيشوت" يحارب طواحين الهواء ماسكًا سيف النكد السياسي فدمّر مستقبله السياسي وكاد يدفن حزبه وحضوره البرلماني لولا "عون" حليفه الوحيد المتبقي حزب الله. وحتى علاقته بهذا الأخير باتت مضطربة رغم محاولات رأب الصدع الأخيرة والاعتذار غير المباشر الذي قدمه باسيل لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في آخر إطلالة إعلامية، فظهر ضعيفًا يحتاج للحزب حتى يبقى طافيًا على السطح، خفيفًا كعادته لا ثقل له بلا حليفه الذي يحتاجه كغطاء مسيحي لتدمير هوية لبنان. 

لسنا في معرض تحليل سلوك باسيل ودلالته بالمعنى النفسي غير أنّ لا شيء يوحي أنّ الرجل ليس هاوٍ لمعارك فارغة وليس مولعًا بالخسارة وتربية العداءات رغم أنه يحاول بالتوازي وبين هدنة وأخرى  شق طريقه إلى بعبدا للجلوس على كرسي بقي عليه عمه لست سنوات غير آبهٍ بأزمات خلقها وأخرى فاقمها. 

وكما في لبنان، كذلك في الخارج يتّبع باسيل سياسة "التطهير" ذاتها، فيقصي الأقوياء والأوفياء لتياره المأزوم ويترك من ينجح بتدميره أكثر وما يحصل في الولايات المتحدة الأميركية خير دليل على عدم فهم باسيل لـ اللّعبة السياسية أو أنّ للرجل حسابات أخرى تعود إليه بالنجاح إن أنهى تيار عمه. 

فانتخابات المجلس الوطني في الانتشار وخاصة في أميركا قد تكون المسمار الأخير في نعش "التيار" قبل أن يفرط، حيث اغتصب القانون وتم تجاوزه بكلّ غرور وعنجهية فوصل أندريه جبيلي. 

احفظوا هذا الاسم جيدًا للأيام المقبلة فوصوله إلى منصب ممثل أميركا في المجلس الوطني ورفض الطعونات المقدمة ضدّه لم يؤدِ لموجة استياء فقط بل لـ "هشل" مناصرين وملتزمين للتيار من الحزب الباسيلي الذي بات يعاني من فساد أخلاقي وقح واستخفاف بتضحيات المنتسبين والمناصرين على حدّ قول المصادر التي تستغرب في حديثها لـ "السياسة" تعيين جبيلي سيّما وأنه لا يستوفي الشروط المطلوبة كأن يكون حائزًا على شهادة جامعية وأن تكون سمعته طيبة، على اعتبار أنّ الرجل أهان رئيس تيار أميركا إيلي عازار عبر رسالة صوتية مُخزية عممّها على أعضاء الـ LACD المنتشرين في الولايات المتحدة، ما دفع مناصري التيار إلى ترك الحزب واحدًا بعد الآخر. 

ويتمتع جبيلي بسجل حافل من الإشكالات والمخالفات، حيث اتهم رئيسة LACD في بوسطن ناتالي حمصي بالسرقة وعندما عيّنت محاميًا للادعاء عليه وعلى كلّ من يثبت تورطه طلب إيلي حنا و باسيل منها التراجع عن هذه الخطوة وسحب المحامي. الرجل الذي يتربع على عرش ممثل أميركا استلم سابقًا وظيفة المسؤول الإعلامي ولم يقم بأي عمل إعلامي، فهل معيار الـ "ما خلونا" هو ما يدفع باسيل لانتقاء المقربين منه؟ هذا من دون أن ننسى الإشارة إلى أنّ للرجل إشكالات كثيرة مع المنتسبين في الولايات المتحدة وسيّما في بوسطن.

وفي سلسلة فضائح جبيلي، يتبيّن أيضًا أنّ الرجل يشبه كسل التيار ومراوغته محليًا، فيتضح عبر بحث صغير أنه تسجل للتصويت في الانتخابات مع عائلته من ٧ افراد غير أنهم لم يفعلوا بل اختاروا السفر إلى لبنان. وبالتالي، حط إيلي جبيلي على حملة النائبة ندى البستاني متظاهرًا بأنه عنصر أساسي فيها. في الحقيقة، يبدو الرجل بسجله شبيهًا لباسيل وقد يكون هذا سبب تمسّك رئيس "التيار" به إلى هذا الحدّ. 

لكن لماذا نقول أنه تمّ تعيين جبيلي، لا انتخابه؟ هو السؤال الذي يطرحه كثر وفي الإجابة فضيحة أكبر.

باختصار، يُمكن وصف آلية الانتخابات التي جرت بالـ "معيبة"، فعندما تقرر إجراؤها على أن تكون في كلّ ولاية أتى القرار من بيروت مغايرًا تحت حجة منع الانشقاقات والانقسامات ورغم ذلك وعد إيلي حنا بإجرائها لاحقًا وهو ما لم يحصل بل فعل المستحيل لضمان نجاح مرشحه الذي سيصوت له في انتخابات المجلس السياسي ووصل الحد بحنا إلى إبلاغ المرشح المنافس لجبيلي، إيلي زوين بعدم تضييع وقته والتعب لأنّ السيد آندريه جبيلي هو الخيار الوحيد مانعًا بذلك أي أحد آخر من الترشح.

ما يحصل في السراديب اللّبنانية والخارجية لا يفضح فقط التردي الأخلاقي الذي يضرب "التيار" بقيادة باسيل بل أيضًا عدم قدرة صهر عون على فرض نفسه كرئيس جدي كلمته مسموعة داخل تياره، وما يدعم هذه الفرضية يكمن بمقاربة بسيطة بين الخضّات الداخلية التي يمرّ بها "التيار الوطني الحرّ" والتماسك الشديد داخل كلّ الأحزاب الأخرى التي يحاربها. ويبدو أنّ الرجل إما غائب تمامًا عن ما يعانيه حزبه كما كان حال عون في بعبدا تجاه معاناة اللّبنانين عبر مستشارين لا ينقلون الصورة الصحيحة إليه أو أنّ باسيل يذهب برجليه للانتحار السياسي والإفلاس الشعبي. صورة "التيار البرتقالي" الداخلية مطابقة تمامًا لصورة لبنان المحلية بعد استلام عون لكرسي الرئاسة الأولى، ما يدفع إلى المزيد من التخوف من عودة "التيار" أو ممثليه للسلطة بشكل رئيسي وفردي لأنّ المزيد من الدمار سيكون بانتظارنا وهو ما يحصل في الملف الرئاسي تمامًا في الوقت الراهن بفضل "التيار" نفسه. 

أطلق باسيل هذه المرّة النار على رجله ما يجعل من انتحاره السياسي مسـألة وقت. 

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...