استراتيجية حزب الله الرئاسية: نريد شبيها للحود وعون

 

يُمارس حزب الله "صبره الالهي" في الاستحقاق الرئاسي، ويُظهر أنه غير مستعجل لملء الفراغ في قصر بعبدا طالما ان الظروف في المنطقة والداخل تسمح له اختيار رئيس محسوب عليه وإن تم تسويقه في نهاية المطاف على أنه توافقي حصل على رضى الاطراف الدولية والاقليمية قبل الداخلية.3

بعد موقف الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله الذي حدد في خلاله مواصفات الرئيس الذي تريده حارة حريك، جاء كلام رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الذي حسم فيه أي التباس في مسألة الاختيار حيث قال: "في مواجهة الاستحقاق الرئاسي نعرف من نريد ونتحرك من أجل أن يأتي إلى الرئاسة من نريد".

لا يُعطي الحزب أولوية لعامل الوقت، فمرحلة الفراغ بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان استمرت لأكثر من سنتين، ولم تهتم القيادة في حزب الله بالمواقف الدولية أو الداخلية التي دعت حينها الى انتخاب رئيس للبلاد بأسرع وقت ممكن وكانت "حجتها" في ذلك الوقت منع انفجار الساحة الداخلية وتمدد الصراع في سورية الى لبنان، لاسيما وأن المجموعات التكفيرية كانت داخل الاراضي اللبنانية وتنفذ عمليات التفجير في المناطق. رغم ذلك صَبَر الحزب ومنع حليفه سليمان فرنجية من المغامرة وتأمين النصاب النيابي لانتخابه، ولو كان الرجل جزءا لا يتجزء من خط المقاومة، ولكن الكلمة كانت قد أُعطيت للرئيس ميشال عون الذي نال في نهاية المطاف لقب فخامة الرئيس.في استحقاق 2022 الرئاسي لا تختلف الصورة كثيرا بالنسبة للحزب الذي بدا أكثر اصرارا على فرض مواصفاته الرئاسية الشبيهة بتلك التي تم وضعها حين انتُخب كل من الرئيس اميل لحود والرئيس ميشال عون، ولن يقبل التنازل عن أي صفة تمتع بها الرئيسان وجاءت لتخدم مصالحه العُليا. 

والحديث عن رئيس يتم التوافق عليه بالنسبة الى حزب الله يختلف عن المطالبة برئيس توافقي. ففي الحالة الثانية لا يعترف الحزب بهذا المصطلح بل يعتبر أن كل مرشح لديه سياسته التي تلائم هذا المحور دون الآخر، في حين أن التوافق على اسم للرئيس يعني قبول الطرف المعارض بالرئيس الذي يرشحه حزب الله حصرا.. مصطلح التوافق بالنسبة للحزب اختصره ايضا النائب محمد رعد حين أشار الى أن مسألة انتخاب الرئيس  ليست بارتفاع الصوت، وإنما بجدية الفعل أي أن "الجعجعة" التي نسمعها من هذا الطرف أو ذاك وتحديدا داخل القوى المعارضة لسياسة الحزب، لا يمكن أن تأتي برئيس للجمهورية على قياس مشاريع هذا الفريق وجولات الاصوات التي نالها مرشحه هي مُجرد تقطيع للوقت بانتظار جدية العمل التي سيُظهرها خط "المقاومة" في نهاية المطاف، وهو الرئيس الذي سيُدون اسمه على الورقة البيضاء بعد اكتمال صورة التحالفات والتوافق عليه بين القوى الاقليمية والدولية المعنية بالساحة اللبنانية.

استراتيجية الحزب الرئاسية اختلفت اليوم وستخرج المواقف من قبل محوره لتصوب أكثر على المرشحين المطروحين على الساحة، وباعتقاد مصادر مقربة من حزب الله أن الامور لن تبقى في اطار المراوحة التي تترجمها الورقة البيضاء، بل ثمة نقاش جدي من قبل الثنائي باعتماد خيارات جديدة تُبحث بين القيادات لخرق الجمود والانتقال الى مرحلة طرح الاسماء.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...