إلى مَن تُوجّه واشنطن تحذيراتها من انهيار لبنان؟

 

أكثر من دلالة حملتها التحذيرات الأميركية المتتالية من انهيار لبنان نتيجة الفراغ السياسي غير المسبوق، والتي كان آخرها ما أعلنته مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربارا ليف، عن أن عدم انتخاب رئيسٍ للجمهورية سيودي بلبنان إلى فراغٍ سياسي ينذر بانهيار الدولة على كافة الأصعدة.

والدلالة الأولى في التحذير الأميركي الثاني، لا تقتصر على الواقع الإقتصادي أو المالي، أو حتى الأزمة الرئاسية فحسب، بل تطال المجتمع اللبناني بأجمعه، بمعنى أن الإنهيار سيتخطى كل ما شهده لبنان من حركة احتجاج وثورة وتظاهرات واعتصامات، وربما حروب وفِتَن، وتقرأ فيها مصادر سياسية على تماس مع عواصم القرار المعنية بالملف الرئاسي اللبناني، إنذاراً إلى "حزب الله"، قبل غيره، من القيادات والقوى المحلية والمرجعيات الدينية، بأن انهيار لبنان مجتمعياً، لن يخدم أي أجندة إقليمية بالدرجة الأولى، قبل أن تكون خاصة بفريقٍ لبناني معيّن، أو طائفة تمتلك اليوم فائضاً في النفوذ السياسي والأمني، ما يجعلها في موقع المسؤولية عن خراب لبنان وسقوط الدولة.والإنفجار الإجتماعي إذا حصل، فلن يقتصر، بحسب المصادر السياسية نفسها، على منطقة محدّدة ومعزولة بل على العكس، فإن أي خربطة ناجمة عن اضطرابات أمنية نتيجة انفلات الوضع المالي وتسجيل مستوياتٍ قياسية لسعر الدولار واستمرار غياب المعالجات الرسمية، وبالتالي، اكتمال مشروع إفقار اللبنانيين بالكامل، يُنذر بامتداد أزمات الإقليم إلى الساحة اللبنانية، ولو أن ما يهمّ واشنطن أولاً وأخيراً، هو الحدود الجنوبية وحماية حقل "كاريش" الإسرائيلي من أي فوضى قد تأتيه من الأراضي اللبنانية.

ومن هنا، فإن العجز والفشل عن انتخاب رئيس للجمهورية، سيتمدّد بعد فترة قصيرة إلى كل المؤسسات الرسمية، تزامناً مع وضع حكومي هشّ، وبالتالي، تكشف المصادر السياسية، أن العواصم الغربية تستشعر المخاطر التي قد تنجم عن استمرار معادلة الفراغ القائمة اليوم، والمرشّحة لأن تستمرّ بدلالة جلسات الإنتخاب المتكرّرة والفاشلة والتي باتت مُمِلّة ومبتزلة، والتي لن تتوقّف رغم قناعة كل النواب بأن انتخاب الرئيس العتيد، لن يتم بإرادة داخلية، علماً أن الدول المتابعة والمواكبة للملف الرئاسي، ترى أن الكرة في ملعب اللبنانيين الذين تناط بهم مهمة انتخاب الرئيس، ووضع الحلول لأزماتهم المتعدّدة، من أجل تمرير المرحلة، وإنقاذ لبنان من دوّامة الإنهيار والفوضى.

واضافت: "لقد وضعنا خططاً لمساعدة لبنان إن كان عبر دعم الجيش اللبناني أو عبر تسهيل اتفاقيات الطاقة أو دعم المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، لكن كل هذه التدابير لن يكون لها تأثير ما لم يقم البرلمان اللبناني بعمله بانتخاب رئيس للجمهورية، وقد فشلوا في ذلك، ما يترك لبنان في فراغ سياسي غير مسبوق".

وختمت: "هذا الشيء لا نستطيع أن نفعل به شيئاً، فهم عليهم فعل ذلك".

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...