"بكركي" - "حزب الله"... باب الحوار ليس موصداً

 

إنتقل الإستحقاق الرئاسي إلى مستوى جديد في ظل تكريس العجز في المجلس النيابي عن إنتخاب رئيس الجمهورية العتيد، وذلك، بمعزل عن كل المحاولات والإنقسامات والتسميات القديمة والجديدة. ودخل لاعبان أساسيان على خط المشاورات الجارية وراء الكواليس، هما بكركي و"حزب الله"، إذ بعد ساعات معدودة على بيان البطاركة والأساقفة الكاثوليك، الذي دعا إلى انتخاب رئيس الجمهورية فوراً، أتى ردّ الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، الذي تحدّث عن مواصفات مفصّلة لا تنطبق إلا على قياس مرشّحه غير المعلن.

فهل قضى هذا التباين على الحوار الناشئ ما بين بكركي وحارة حريك؟هنا، تكشف مصادر سياسية قريبة من الصرح البطريركي، بأن الحوار هو عنوان دائم ومطروح في بكركي، فالصرح البطريركي مفتوح ويستقبل كل اللبنانيين على مختلف انتماءاتهم السياسية والطائفية، ومن هذا المنطلق، يأتي التواصل ما بين الحزب وبكركي، ولو أن الثوابت التي أعلنتها البطريركية في مقاربة الإستحقاق الرئاسي، تفترض بالرئيس العتيد أن لا يحمل المواصفات التي حدّدها الحزب بشكل صارم، قاطعاً الطريق على أي نقاش أو توافق يبدو ضرورياً من أجل وضع حدّ للفراغ في موقع رئاسة الجمهورية.

وتتابع المصادر نفسها، بأن الإشارات التي تلقاها الصرح البطريركي منذ أيام عدة من قبل أصدقاء مشتركين مع الحزب، حملت اتجاهات تصبّ في إطار إيجاد مخرج لإعادة ترميم العلاقة التي تعرّضت لبعض الإهتزاز في المرحلة الماضية، نتيجة اعتراض "حزب الله" على مطالبة البطريرك الماروني بشارة الراعي، بضرورة الإبتعاد عن سياسة المحاور، والدعوة إلى مؤتمر دولي لحلّ الأزمات الداخلية، وصولاً إلى التزام مبدأ الحياد.

فهل زال التوتّر الذي طبع العلاقة بعد قضية المطران موسى الحاج؟

لا يمكن، تقول المصادر، الحديث اليوم عن أي تطوّر في هذا الشأن، باستثناء أن مناخ التوتر لم يتراجع، ولكن باب الحوار ليس موصداً، خصوصاً وأن ما سُجّل في الآونة الأخيرة على مستوى لجنة الحوار بين الطرفين، لا يعدو كونه مقدمة وليس أكثر، فالحوار الحقيقي الذي تريده بكركي يكون حواراً بين كل اللبنانيين دينيين وسياسيين، وهذا ما يعمل عليه البابا فرنسيس الأول، الذي يركّزّ في زياراته إلى الدول الإسلامية على أولوية حماية لبنان الذي يمرّ في مرحلة خطيرة، وهذه الحماية لا تتحقّق إلا من خلال انتظام عمل المؤسّسات الدستورية والتعايش المشترك وتطبيق الدستور. وبالتالي، تضيف المصادر، فإن خارطة الطريق لتحقيق هذه الخطوات، تحمل أولوية وحيدة في الوقت الحالي وهي انتخاب رئيس للجمهورية، كون هذا الأمر سيؤمن الخروج من حال الشلل والتحلّل، إلى العمل المؤسّساتي، على أن يبدأ بعده الحوار الحقيقي بين كل اللبنانيين.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...