الثنائي يضغط فهل يتراجع باسيل أمام "إما فرنجية وإما عون"؟

 

ليس خافيا أن موقف رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الرافض للتسليم بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، ترك ندوبا في علاقته مع حزب الله من جهة، وأحدث إرباكا في مقاربة الثنائي الشيعي وحلفائه للملف الرئاسي.

فباسيل باعتباره رئيس التكتل الأكبر في مجلس النواب بواقع ٢١ نائبا ورئيس الكتلة الحزبية المسيحية الأكبر بواقع ١٧ نائبا، فرض نفسه وتياره ممرّا إلزاميا في أي استحقاق، فكيف الحريّ بالاستحقاق المسيحي- الوطني الأبرز والذي لا يستقيم ما لم يحظ أي مرشح بالغطاء المسيحي ومن ثم الوطني الوازن؟

يدرك حزب الله هذا الواقع، ويتعامل معه بدقّة شديدة. ويلحظ العالمون بآليات عمله تذبذبا في العلاقة مع التيار الوطني الحر، ناتجة على الأرجح من تمايز داخلي في الحزب بين فريق يدفع في اتجاه تثبيت خيار فرنجية بصرف النظر عن موقف التيار، وفريق آخر لا يزال يصرّ على عدم تجاوزه في الاستحقاق الرئاسي.

ويشير هؤلاء الى أن الأداء الإعلامي لحزب الله يعكس وجهة نظر الفريق الدافع لتبني خيار فرنجية. لذا لا يغيب الضغط اليومي بأقلام إعلاميين مقربين من الحزب، وصولا الى المعادلة الأخيرة التي تم وضعها في وجه باسيل: إما فرنجية الآن وإما قائد الجيش العماد جوزف عون لاحقا بتسوية فرنسية - أميركية - داخلية.

ويُراد من هذه المعادلة حشر باسيل، باعتبار أن رئاسة فرنجية لن تكون بالضرر نفسه على التيار، على عكس رئاسة العماد عون، وهو ما يعكف على ترداده الضاغطون لتبني زعيم المردة. باعتقادهم أن:١-صفقة انتخاب فرنجية، في حال تمّت، سيطغى عليها التوافق المحلي. يعني ذلك تقلّص التأثير الخارجي الى حدّه الأدنى، ما يبعد الضغوط الخارجية عن أي طرف داخلي، وخصوصا التيار الوطني الحر ويتيح ترتيبات مريحة له. لذلك يظهر فرنجية استعدادا لعقد ما ينبغي من تفاهمات واتفاقات مع باسيل، سياسيا وإداريا وعسكريا وأمنيا وحتى في الغاز والنفط. ومن شأن هذه التفاهمات تقديم الضمانات اللازمة للتيار في العهد الجديد، تؤمّن له حضوره السياسي والوزاري والنيابي والاقتصادي- المالي وفي مختلف أوجه الدولة ومؤسساتها. الى جانب أن نفوذ المردة سيبقى في دائرة تأثير مناطقي، في زغرتا ومحيطها، ما يعني أن لا إمكان للأكل من صحن التيار.

٢-أما صفقة انتخاب العماد عون، فهي حكما بوجهين داخلي وخارجي، مع تأثير فرنسي - أميركي- عربي مباشر وبائن، ما يقلّل من هامش التأثير الداخلي ويخفض سقوف التفاهمات المحلية. وهذا يعني حكما أن لا مجال لترتيب مسبق لتلك التفاهمات، ما ينعكس سلبا على التيار الوطني الحر وحضوره وتأثيره في العهد المقبل. الى جانب أن جمهور التيار بطبيعته عاطفيّ تجاه المؤسسة العسكرية وسيكون في نزاع ذاتي بين رئاسة الجمهورية وانتمائه الحزبي، الأمر الذي ينعكس بطريقة أو بأخرى على علاقة الجمهور التياريّ بقيادته، وسيؤدي الى تعميق التصدعات الداخلية وتمايز نواب عن القيادة.

لا تبدو هذه القراءة خافية على قيادة التيار التي لا تنفكّ تسمع في الآونة الأخيرة من باسيل تأكيدا جازما بأن أحدا لا يمكنه تخطّي التيار في الإستحقاق الرئاسي مهما بلغت الضغوط.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...