"رصاص وتخريب".
على غير عادة لم ترتبط أخبار الأرز لهذا الموسم بافتتاح الموسم السياحي وموسم التزلج، لأنّ الافتتاحية كانت من نصيب عمل تخريبي لم تعتد عليه المنطقة ولا الأماكن الترفيهية في لبنان.
وفي التفاصيل، فقد تعرضت محطة تزلج في الأرز للتخريب من دون أن يتم سرقة ما تمّ تخريبه والاعتداء عليه.
رئيس بلدية بشري، فريدي كيروز يروي لـ "السياسة" تفاصيل ما حصل مؤكدًا أنّ الرصاص لم يطلق على الكابلات بل على المنطقة وقد أصيبت غرفة الـ "تيليسكي".
غير أنّ الحديث عن كيف تعرضت المحطة للتخريب، يثبت وجود نية في تعطيلها من دون أن يكون الهدف سرقتها، كما يتضح أنّ العمل مخطط له بتأنٍ وليس فرديًا.
وفي السياق، قال كيروز إنّ سماكة الـ "كابل" تصل إلى 30 سنتمترًا وقد تمّ قصه بـ "صاروخ" وباستخدام "شفرات" متخصصة، لافتًا إلى أنّ العملية تطلبت الاستعانة بمولد كهرباء وبوسائل للإضاءة ما يؤكد أنّ عددًا من الأشخاص نفذوا العمل التخريبي، مشددًا على أنّ الكابلات المستخدمة في المحطة حتى وإن تعرضت لإطلاق نار لا تتمزق ويبدو أنّ من ارتكبوا هذه الجريمة يدركون ذلك.
وفيما تتحدث المعلومات عن أنّ الخسارة تفوق الـ 500 ألف دولار أميركي، فضّل رئيس بلدية بشري عدم تحديد قيمة الخسارة بشكل نهائي لأنّ الأرقام ليست دقيقة وتحتاج لكشف الخبراء ووصول الأسعار النهائية للكراسي التي حتمًا ستُستبدل في المحطة بالإضافة إلى الكابلات والدواليب وغيرها من التكاليف المرتفعة جدًا وهو ما يعني أيضًا أنّ الخسارة كبيرة جدًا وتأتي في ظلّ ظرف اقتصادي صعب.
تطورات أمنية جديدة؟
في الشق الأمني وفي ملامح الحادثة، يبدو كيروز حذرًا إذ يشدد على أهمية انتظار انتهاء التحقيقات التي صارت بين أيدي الأجهزة المختصة وترقب الحركة القضائية بعدها، لافتًا إلى أنّ الأدلة الجنائية ومخابرات الجيش حضرتا صباح أمس الأحد لاستكمال التحقيقات والجميع بانتظار النتيجة. ورغم أنه أصرّ على عدم اتهام جهات معينة بالتورط بهذا العمل التخريبي، إلّا أنّ رئيس بلدية بشري قال أيضًا إنّ ما شهده الأرز هو عمل أمني وتخريبي وإرهابي، ولا يمكن أن يحصل من دون الكشف عن الفاعل ومن دون التعويض على المتضررين، آملًا أن لا يكون الهدف إيصال رسائل سياسية معينة لأنّ التداعيات ستكون سيئة. كما أكد على ضرورة الكشف عن ملابسات القضية على اعتبار أنه لا يمكن إقناع مستثمر في شركة خاصة بالاستثمار مجددًا وإصلاح الأضرار من دون أن يكون متأكدًا من أنّ ذلك لن يتكرر.
وناشد فريدي كيروز الهيئة العليا للإغاثة لزيارة المنطقة والكشف والتعويض قليلًا على المتضررين وذلك لأنّ الكلفة كبيرة ولا بد من أن يتساعد الجميع في هذا الوضع، خاصة أنّ العمل تخريبي- أمني وأنّ المنطقة هي منطقة سياحية يستفيد منها البلد. مشيرًا إلى أنّ الوضع المأزوم الذي تمرّ به الدولة لا يعني أنه يحق لها التخلي عن مسؤولياتها.
الأرز بانتظاركم والموسم لن يتضرر
رغم حجم الكارثة والأضرار والضربة الكبيرة التي تعرض لها موسم التزلج في الأرز، إلّا أنّ ذلك لا يعني أنّ الموسم انتهى قبل بدايته وأنّ المحطة لن تستقبل روادها.
"الخير ينتصر على الشرّ"، بهذه العبارة اختار رئيس بلدية بشري أن يعلن أنّ كلّ المحطات التي اعتاد محبو التزلج عليها ستكون بانتظارهم، لافتًا إلى أنّ المحطة التي تعرضت للضرر هي الخاصة بالمحترفين في حين أنّ 90% من المواطنين والسيّاح يستخدمون عادةً "البيستات" التي لم تتضرر أصلًا. وكشف عن اجتماع حصل بين البلدية وإدارة محطة التزلج، تمّ الاتفاق بموجبه على إعادة العمل بكلّ المحطات التي لم تتضرر على أمل إنهاء التصليحات اللّازمة في المحطة المتضررة ليُستأنف العمل فيها أيضًا قبل الشتاء.
إيفانا الخوري "السياسة"