الى الـ ٣٢ فريقاً لكرة القدم في مباريات مونديال قطر، حضرت "كرة الفريق اللبناني" في "لقاءٍ ودي" في الدوحة بين وزير الخارجية الأميركية أنطوني بلينكن، ونائب رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اللذين حاولا استطلاع مسار تمرير الكرة اللبنانية لخرق شباك التعطيل الانتخابي الرئاسي، وتحقيق الهدف بانتخاب رئيس جمهورية.
هذه المشهدية التي ستُتابع، لا تزال الآن في اطار الاستطلاع، وإنما مع استذكار مؤتمر الدوحة للبنان عام ٢٠٠٨ والذي تمخّض عن تسوية مرحلية موضعية، ثم انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية بعد شغور رئاسي استغرق ٩ أشهر، غير أن الأوضاع والظروف الحالية في لبنان والمنطقة والعالم، مغايرة لتلك الحقبة.
لكن على رغم عدم وجود أوجه شبه في الظروف، فإن ثمة حراكات خارجية وأخرى داخلية مستمرة:
الاتصالات الفرنسية الاقليمية مستمرة وإن بوتيرة أخف من ذي قبل، وإنما التحفز الفرنسي في اتجاه السعودية حيال الموضوع اللبناني واضح وزاخم، وفي اتجاه ايران متقطع وبطيء ولكنه غير متوقف، وها هو اليوم الاهتمام القطري- الأميركي بلبنان يبرز في شكل لافت، ومن دون أن ننسى أن مصر، وعلى طريقتها عبر سفيرها في لبنان، وعبر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، مستمرة في اتصالاتها المتعلقة بالوضع اللبناني والانتخاب الرئاسي خصوصا.
أما في جديد الحراك الداخلي، فقد ظهر، أن ما كان يُحكى في الكواليس، عن تواصل متجدد بين بكركي وحارة حريك، خرج الى العلن اذا صح التعبير، بتوضيح أن الحوار استؤنف بين الصرح البطريركي الماروني، وحزب الله، بجلستين، واحدة قبيل نهاية عهد الرئيس العماد ميشال عون، وثانية بعد نهاية الولاية.وهنا، لفتت أوساط سياسية مراقبة الى أهمية عودة هذا الحوار بين الفريقين، مشيرة الى الجدية والهدوء والمسؤولية في عرض الأوضاع، خصوصا وأولاً وثانياً وتحديداً، وجوب انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية.
وأهم ما جرى حتى الآن هو التأكيد أن لا فيتو بطريركي على اسم رئيس تيار المردة سليمان بك فرنجية مرشحا لرئاسة الجمهورية، كما أنْ لا فيتو لدى حزب الله على قائد الجيش العماد جوزاف عون مرشحا لرئاسة الجمهورية، وفي الوقت نفسه أكد الحزب للبطريرك الراعي (عبر حوار وفدي حزب الله والبطريركية في منزل صديق) إن مرشحه هو سليمان بك.
وزادت الأوساط، أنه من جهة حزب الله، فإنه بالنهاية، يستطيع توجيه الأمور التي تخصّه بعلاقاته مع حلفائه نحو المخارج، إن بالنسبة الى طريقة تعاطي الحزب في مسار الانتخاب الرئاسي، أو بالنسبة الى المرحلة اللاحقة بكل ملفاتها، الداخلية والاقليمية.وتوقعت، أنه بعد انتهاء مونديال قطر، سيتزخم الاهتمام الاقليمي والدولي بلبنان، بغض النظر عن الصراعات في منطقة جنوب شرق اوروبا وسواها. كما توقعت أنه قبل انتهاء المونديال، سيعود رئيس البرلمان نبيه بري، الى مبادرته، وسيخوض في مسار دقيق ومدروس للتشاور الداخلي، وفي شكل يسهّل على الاتصالات الخارجية الايجابية، أن تساعد الحراكات والأجواء الداخلية، من أجل الوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية مطلع السنة المقبلة، فيكون عام ٢٠٢٢ انتهى عالميا بمونديال قطر، وتحل سنة ٢٠٢٣، ليثمر مونديال الاتصالات حيال لبنان بانتخاب رئيس للجمهورية اللبناني بين كانون الثاني وشباط... المنى والرجاء..