لبنان بأخطر مرحلة من تاريخه السياسي والاقتصادي والمالي.. والآتي أعظم!

 

كتبت كوثر حنبوري في "اللواء": 

حذّرت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى بربارا ليف بأن «الوضع في لبنان قد يزداد سوءا مع فراغ غير مسبوق في السلطة»، كلامها تلاقى مع تحذير البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي صرّح «انهم لم يريدوا انتخاب رئيس جديد، ولبنان بأخطر مرحلة من تاريخه السياسي والاقتصادي والمالي والاجتماعي».

جهات أخرى بدورها تحدثت مؤخرا عن مخاطر تتعلق باستمرار الشغور الرئاسي في ظل عدم تأليف حكومة، والسؤال المطروح: ما المقصود والى أي درجة ممكن أن ننحدر أكثر مما نحن عليه على الصعيد السياسي والاقتصادي والمالي؟! وكيف نقرأ هذا الكلام بالسياسة والاقتصاد؟

النائب بلال عبدالله علّق على كلام مساعدة وزير الخارجية الأميركي لافتا الى أنه كلام معروف، الكل يعرف أن الفراغ في لبنان قاتل، خصوصا في بلد منهار اقتصاديا وتداعياته الاجتماعية والصحية والتربوية باتت خطيرة جدا. ورأى أن المطلوب تسهيل مهمة الخروج من الفراغ بمساعدة الجميع. المسؤولية لبنانية بالأساس، لكن كل فريق قادر على المساعدة لتسهيل المهمة يجب أن يضع كل امكاناته. وأضاف انه حكما مطلوب مساعدة لبنان في الملفات الأخرى مثل موضوع الكهرباء، واستجرارها من الأردن، والغاز المصري كذلك. يجب أن يساعد المجتمع الدولي بهذه الملفات، لكنه تحذير نحن نعرف نتائجه.

أما الجانب الاقتصادي والمالي، فأوضحه الخبير المالي والمصرفي د. مروان بركات قائلا أن لبنان في آفاق المستقبل المنظور على مفترق طرق، إما النهوض أو الانهيار!

وشرح انه في حال تحقّق السيناريو السياسي - الاقتصادي الإيجابي، تبدأ الضغوط الاقتصادية والاجتماعية بالانحسار ويبدأ البلد بالنهوض من كبوته القاتمة. ويتمحور مثل هذا السيناريو الإيجابي حول انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أسرع وقت وتشكيل حكومة كفوءة في وقت قريب، وحول اتفاق شامل مع صندوق النقد الدولي على أساس الاتفاق المعقود على مستوى الموظفين في شهر نيسان الماضي، وذلك بعد تأمين الشروط المسبقة لموافقة مجلس إدارة الصندوق. ويتعزز هذا السيناريو على المدى المتوسط والطويل مع آفاق إنتاج الغاز (خصوصاً بعد إنجاز الترسيم) الذي يحسّن من وضعية لبنان الخارجية وعجزه المالي وآفاقه الاقتصادية العامة.

أما السيناريو الآخر برأي د. مروان بركات، فهو بقاء الوضع الراهن على حاله (الستاتيكو)، أي التأجيل المتواصل للانتخابات الرئاسية، وتعسّر تشكيل حكومة، وغياب الإصلاحات، وعدم الالتزام بمتطلّبات صندوق النقد الدولي وبالتالي غياب البرنامج النهائي مع الصندوق. ومن شأن هذا السيناريو أن يؤدّي الى مزيد من الركود الاقتصادي وانهيار شديد لسعر العملة الوطنية خصوصاً مع استنزاف مخزون العملات الصعبة في البلاد وفي ظلّ خلق زائد للنقد بالليرة اللبنانية وتضخّم مفرط في أسعار السلع الإستهلاكية وضغوطٍ اجتماعية-اقتصادية جمّة على الأُسَر اللبنانية بشكل عام.

في ظل تلك المفارقة، خلص د. بركات الى القول «نحن نأمل أن يترفّع المسؤولون السياسيون عن مصالحهم الضيقة ويعززوا القواسم المشتركة فيما بينهم ويحدّوا من نسب التباين والتجاذب ويلجوا طريق التسوية والإصلاح».

المصدر : اللواء

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...