طروحات فرنسية حول لبنان... الفاتيكان مستاء جداً

 

لا يفصل الساحة الداخلية عن انطلاق الشغور الرئاسي أكثر من ساعاتٍ معدودة، ومن دون أن تكون في الأفق أية تحضيرات لجلسة انتخاب رئاسية جديدة في المجلس النيابي، فيما بدا جلياً أن العنوان الرئاسي حاضرٌ بقوة في التحرك الفرنسي على مستوى الرئاسة وتحديداً في زيارة الرئيس إيمانويل ماكرون إلى الفاتيكان. لكن تبايناً برز على هذا الصعيد وفق مصادر ديبلوماسية مطلعة، تحدثت عن خلافٍ بنيوي عميق يحكم علاقة فرنسا بالكرسي الرسولي، وذلك تجاه تعامل الأول مع الأزمة اللبنانية، والمبادرة إلى "مغازلة إيران على حساب مصالح الشعب اللبناني وتعويم المنظومة الحاكمة، علماً أن هذا الخلاف البنيوي الذي خرج إلى العلن أكثر من مرة وكانت فيه رسائل واضحة من ديبلوماسية الفاتيكان باتجاه الديبلوماسية الفرنسية، لحضّها على وقف انحيازها لضرب إيران للهوية اللبنانية، من خلال ما يقوم به حزب الله ربطاً بإيديولوجيته الشديدة الخطورة والتي هي أخطر من سلاحه".

وكشفت هذه المصادر ل "ليبانون ديبايت"، أن اللقاءين اللذين جمعا الرئيس ماكرون مع البابا فرنسيس وأمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، شهدا نقاشاً معمّقاً في كيفية تصويب البوصلة الفرنسية تجاه لبنان، مشيرةً إلى "امتعاض من طروحات تمرّرها فرنسا بالمباشر وبغير المباشر، على أن الحاجة ملحّة لإطلاق مسار بناء دستور جديد، ما يلغي اتفاق الطائف والإصلاحات الدستورية التي نتجت عنه، وفي هذا ضرب للحقيقة وتحقيق لأجندة إيرانية لا علاقة لها لا بمصلحة لبنان ولا بمصلحة الشيعة فيه".ومن هنا، فإن المصادر الديبلوماسية، لفتت إلى أن الرئيس ماكرون، قابل هذا الإمتعاض، بالتأكيد أن فرنسا ملتزمة ما ورد في البيان الثلاثي الذي وقعته مع الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية والذي تضمّن موقفاً حاسماً لجهة الحاجة لتطبيق الطائف والقرارات الدولية وتنفيذ الإصلاحات على كلّ المستويات.


وإذ أضافت المصادر أن ماكرون سمع كلاماً صارماً من الديبلوماسية الفاتيكانية حول موجب الحفاظ على الهوية اللبنانية الحضارية بمنأى عن موازين القوى أو المصالح الفرنسية، كشفت عن "أجواء تململ داخل المجلس الوطني ومجلس الشيوخ الفرنسيين، ممّا قام ويقوم به ماكرون في لبنان، من خلال قنوات ديبلوماسية باتت تؤشّر إلى حاجةٍ لحوار وطني وهي تسعى لإلباسه لرئيس مجلس النواب نبيه بري". وفي هذا السياق جزمت المصادر "بعدم وجود أي إمكانية للعودة إلى خيارات إنتحارية تفرضها موازين قوى بأجندات إقليمية ملتبسة، وبأنه من الواضح أن الكرسي الرسولي يقود جهوداً إستثنائية لصون لبنان هويةً ونموذجاً حضارياً."

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...