لبنان يقفل «جبهة الترسيم البحرية» مع إسرائيل غداً..

 

جاء في "الراي الكويتية": 

تَقاسَم الشأنُ الحكومي أجندةَ الرئيس عون جنباً إلى جنب مع «النكسة» التي شكّلها قطْعُ النظام السوري «الحبْلَ» بالوفد الذي كان رئيس الجمهورية شكّله لزيارة دمشق لبدء التفاوض حول ملف الترسيم البحري وبتّ مسائل عالقة في نقطة التحديد بين المياه اللبنانية والسورية، علّ مثلث التفاهمات يكتمل مع «دول التماس» الثلاث مع المنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان (يُنجز غداً مع اسرائيل وتُصحَّح إحداثيات الترسيم مع قبرص وفق الخط 23 في الساعات الـ 48 المقبلة).

وبدا أن عون «تَجَرَّع» الضربة الديبلوماسية السورية، وسط تسريباتٍ عن سوء تنسيقٍ وأن لبنان وفي ضوء الاتصال الذي كان جرى بين رئيس الجمهورية ونظيره السوري بشار الأسد حدّد موعداً «من جانبٍ واحد» ما ساهم في «حرْق الزيارة» وأفضى إلى إبلاغ دمشق في الدقائق الأخيرة بيروت أن «الوقت غير مُناسِب» كي يزورها الوفد اليوم.

حيثيات «البطاقة الحمراء»

وفي موازاة ذلك، زخر الشق السياسي لـ «البطاقة الحمراء» من دمشق بوجه الوفد اللبناني بمجموعة خلفيات أثارها خصومها في بيروت وبينها مماطلتها المزمنة في الترسيم البري قبل البحري، ناهيك عن أن هذا الملف سيوصل إلى بحث مسألة مزارع شبعا المحتلة التي تتلكأ دمشق عن توثيق لبنانيّتها في الأمم المتحدة، إضافة إلى رغبة نظام الأسد في «استدراج عروضٍ» لجرّ لبنان إلى تنسيق على أعلى المستويات، كان بارزاً أن ميقاتي تفاداه حين طُلب منه الدخول على خط ترتيب الزيارة والوفد وكأنه نأى بنفسه على طريقة «كل واحد يقلع شوكه بإيده».

وقد زار السفير السوري علي عبدالكريم علي الرئيس عون، أمس، مودعاً لمناسبة انتهاء مهامه الديبلوماسية، ومُنح وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط أكبر «تقديراً لجهوده في تعزيز العلاقات اللبنانية -السورية وتطويرها في المجالات كافة».وحين سئل عن رفْض دمشق استقبال الوفد اللبناني للبحث في مسألة ترسيم الحدود البحرية بين البلدين وعن موعد انطلاق المباحثات الثنائية في هذا الخصوص، أجاب: «اتصل فخامة الرئيس عون بالرئيس السوري قبل أربعة أيام، واتُصل بي، ويومها كان هناك لبْس في الاتصال، وتبلغتُ لاحقاً من دولة الرئيس إلياس بوصعب أن هناك تفكيراً بزيارة وفدٍ يتشكل برئاسته لدمشق بعد اتصال الرئيسين. فقلتُ له أرسِلوا لنا كتابا لأخاطب فيه وزارة الخارجية، وأنا سأتصل وأبلغهم أنكم سترسلون هذا الكتاب.

وتبلغتُ بالكتاب، مساء الأحد، وذلك بشكل متأخر لأنه قيل بدايةً (ان الزيارة ستكون) يوم الخميس، ثم عُدل الموعد ليكون الأربعاء، فقلتُ لهم مع ذلك نريد أن يكون هناك خطاب رسمي كي يحدد الوزراء والمسؤولون في سورية المواعيد وفق برنامج ارتباطاتهم. وبعدما وصل الكتاب متأخراً ولم يكن قد تَحدد أو نوقش الموعد، أُعلن من لبنان أن الوفد سيتوجه الأربعاء، وبالتالي جاء الرد. والموعد لم يلغ إنما قيل إنه يُتفق عليه لاحقا، لأنه بعدما ضُرب الموعد يوم الأربعاء كان البرنامج في سورية ممتلئا والارتباطات مسبقة.

وحين سئل: هل هناك موعد آخر؟ أجاب: «نرجو ذلك». وهل سيكون في عهد الرئيس عون أو إلى ما بعده؟ أجاب: «سمعتُ كلام الرئيس وسأبلغ إذا كان الوقت متاحاً في الأيام المتبقية، ربما إن شاء الله، أو يكون في موعد لاحق».

وعن الكلام الذي ربط بين حل الأمور العالقة في ما يتعلق بمزارع شبعا وبين ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، أجاب: «من المؤكد يجب أن تلتقي القيادات والحكومات ويلتقي الوزراء المعنيون، وليس السفير هو مَن يجيب عن ذلك. وسورية دائما مرحّبة ومسهّلة وحريصة على التنسيق الذي يوصل إلى نتائج».


المصدر : الراي الكويتية

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...