هل يرتدّ "حزب الله" إلى الداخل بعد الترسيم؟

 

دخل لبنان حقبةً جديدةً مع إبرام اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل بوساطة الولايات المتحدة الأميركية ورعاية الأمم المتحدة، وأتى الحدث بمثابة انعكاسس للأجواء والمناخات والتقاطعات الإقليمية والدولية، وأرسى ملامح مشهدٍ جديد بكل المعايير الإستراتيجية أمنياً وعسكرياً واقتصادياً. 

وفي هذا المجال، أكد النائب السابق الدكتور فارس سعيد، إنه ممّا لا شك فيه أن لبنان أمام مرحلة جديدة من نهاية الصراع بين لبنان وإسرائيل، معتبراً ذلك نهاية سبب وجود "حزب الله"، حتى كحزب، وموضحاً ل "ليبانون ديبايت"، أن الحزب لا يعمل في السياسة، إلاّ من خلال "البدلة المرقّطة"، التي يبدو أنه لم يعد من سبب لوجودها.

وبرأي الدكتور سعيد، فإن اللحظة تحمل عنوان نهاية الصراع العربي ـ الإسرائيلي، لأن هناك عملية سلام بين إسرائيل وغالبية الدول العربية، يُضاف إليها تطورٌ بارزٌ، هو نهاية الخوف في الداخل الإيراني، ونهاية النظام العربي القديم، وبالتالي، نحن أمام مرحلة وصفحة جديدة في المنطقة.ومع هذه النهايات التي تحصل، سأل سعيد: ماذا يريد اللبنانيون؟ وأجاب أن "حزب الله" سيحاول، وبعدما أنهى صراعه مع إسرائيل، "أن يرتدّ إلى الداخل اللبناني، فهناك مَن يظنّ بأنه يحمي نفسه في حال انسحب من لبنان، واقتطع لنفسه بقعةً جغرافية وتمركز فيها وبنى عليها دورةً مالية إقتصادية ـ إجتماعية ـ سياسية ـ أمنية وعسكرية، لأن هذه البقعة تحميه من تداعيات أحداث المنطقة الهائلة التي تحدث اليوم". لكنه استدرك رافضاً هذه المقاربة، معرباً عن اعتقاده بأنه "أمام هذه المرحلة الجديدة، علينا أن نعمل لتحديد موقفنا بتمسّكنا بالعيش المشترك الإسلامي ـ المسيحي، ومواجهة أي مشروع غطرسة وأي مشروع سحب إصبع، وأي مشروع هيمنة وأي مشروع غلبة في الداخل من قبل الحزب، وذلك بالوحدة الداخلية، وليس بالإنسحاب من الوحدة الداخلية، لأن لا معنى للبنان في هذه المنطقة، إلاّ إذا كان محتضناً لمبدأ العيش المشترك".

وبالتالي، قال سعيد: "إننا نريد في المنطقة السلام والإزدهار والإنماء الإقتصادي والإستقرار، والجيل الحديث، لا سيما الجيل الذي ولد بعد العام 2000، والذي يحمل الهواتف الذكية، أن يكون قادراً على الدخول في العصر، ويتكلم اللغات ويسافر إلى الخارج، وأن يكون مقبولاً في الخارج والخارج مقبولاً عنده، ما يفتح آفاق السياحة وآفاق التبادل مع كل الأطراف".

كذلك، طالب "بالعروبة الحديثة والإنسانية، العروبة الثقافية لا الدينية ولا السياسية، لا دينية بمعنى أنك لتكون عربياً لست مضطراً أن تكون مسلماً أبداً، ولا سياسية، أي لتكون عربياً عليك أن تكون بعثياً، أنت عربي بمجرّد أنك تتكلم اللغة العربية، ولأنك بنيت أساساً ماضياً مشتركاً وحاضراً مشتركاً ومستقبلاً مشتركاً مع العرب.

وخلص الدكتور سعيد، إلى أنه " أمام هذه المرحلة الجديدة، المطلوب من جميع القوى السياسية، ومن جميع القوى الحيّة في المجتمع، ومن جميع الوطنيين من كلّ الطوائف، حماية لبنان برموش العيون من هذه الردّة "الحزب اللاوية"، ومن منحى الإنسحاب عند البعض من فكرة لبنان".

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...