تهديدات العدو "حرب نفسية" اعتاد عليها لبنان.. والمشكلة اميركية ـ اسرائيلية!


 جاء في الجمهورية:

قلّل مصدر سياسي معني بالملف من حدة تداعيات اللاقرار الاسرائيلي وقال لـ«الجمهورية»: «علينا ان نتصرف بهدوء فالمشكلة حالياً اميركية ـ اسرائيلية ولا شأن لنا فيها والواضح ان الانتخابات الاسرائيلية تعوق مسار الترسيم، وقد علمنا ان العدو لم يُبلغ رسمياً هوكشتاين جوابه على الاتفاقية واكتفى بالتسريبات والتحليلات، والوسيط الاميركي يعلم انّ تراجع لبنان عن مطالبه اصبح امرا صعبا جدا وان الموضوع تحوّل رأياً عاماً لذلك يجب ان ينصبّ التركيز حاليا على تأثير الموقف الاسرائيلي على الاستخراج الذي يجب ان يتأخر مجدداً تبعاً للمعادلة «التوازناتية» التي فرضتها المقاومة في لبنان «لا ترسيم لا استخراج» والمهم فيما بعد هو قرار الكنيست الاسرائيلي اكثر منه قرار الكابينت».

وفي شأن منطقة الطوافات وهي النقطة الاساسية التي رفضتها اسرائيل، قال المصدر: «نحن لم نتمسك ولم نرفض وتحدثنا عن امر واقع وتركنا هذه النقطة الى مرحلة لاحقة ولن نقبل اي تغيير في هذا الامر».

وفي هذا الاطار ربطت مصادر مطلعة الرفض الإسرائيلي للملاحظات اللبنانية بما يدور من نزاع داخلي في اسرائيل الذي فرض معاييره وحساباته على المشهد الاسرائيلي، حيث يبدو رئيس الحكومة يائير لابيد محشوراً بلعبة الاستنزاف السياسي التي جَرّه اليها منافسه بنيامين نتنياهو في اطار اللعبة الانتخابية على ابواب انتخابات الكنيست مطلع الشهر المقبل، ولذلك اراد لابيد الذهاب الى مبادرة تصعيدية في ملف الترسيم وكسر المسار الايجابي الذي اتّخذه، علماً ان تعديلات لبنان لا تبرّر هذا المستوى من ردة الفعل المفاجئة والمبالغ فيها لأنّ غاية لابيد منها هي استعادة المبادرة على المستوى الانتخابي وحفظ ماء الوجه، خصوصاً ان اسرائيل تعيش منذ اسبوع تراشقاً سياسياً بين لابيد وخصومه الذين يتهمون بـ«الاستسلام لتهديدات حزب الله» والتنازل للبنان في ملف الترسيم.

واضافت هذه المصادر لـ«الجمهورية» ان «موقف لابيد فرملَ الاندفاعة نحو توقيع الاتفاق على الترسيم، ولذلك فإنّ المسؤولين اللبنانيين سينتظرون تسلّم الرفض الاسرائيلي من الوسيط الاميركي رسمياً ليبنوا على الشيء مقتضاه، فيما المقاومة ستنتظر موقفهم لتبني هي ايضا على الشيء مقتضاه ولكن يبقى الموقف الاميركي هو الاهم».

ولخّصت المصادر المشهد بالآتي: «ايام حرجة مقبلة على ضوئها سيظهر ما اذا كان الاتجاه تصعيداً أم ما زال ممكناً الالتفاف على التصعيد. اما المقاومة فلها مسارها الخاص وهي تراقب بدقة حركة الاحداث ويدها على الزناد ولكن بتعقّل انتظاراً للموقف الرسمي اللبناني».

وفي هذه الاجواء واصل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون متابعته لمسار المفاوضات اللبنانية ـ الاسرائيلية غير المباشرة عبر الوسيط الاميركي، وبقيَ طوال النهار على تواصل مع مستشاره في هذا الملف نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب الذي بقي على تواصل ساعة بساعة مع هوكشتاين بحثاً في بعض النقاط العالقة وخصوصا تلك التي شكّلت موضوع الرفض الاسرائيلي قبَيل انعقاد المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغّر عند الخامسة عصر أمس الذي انتهى الى رفض الاتفاق.

وقالت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» ان «الموقف اللبناني واضح وان الملاحظات التي سجّلها لبنان لا يمكن ان تتعرّض للرفض، فهي واضحة وتترجم مواقف لبنان من مختلف النقاط المطروحة في الاتفاق». واشارت الى «انها كانت لتصويب المفاهيم الثابتة إن فهم الجميع، ولا سيما منهم الجانب الاسرائيلي، موقف لبنان الرسمي من مسارها ومعه الجانب الاميركي الذي تفهّم على ما يبدو النقاط اللبنانية التي أثيرت وخصوصا عندما استمع الى التوضيحات التي قدّمها الجانب اللبناني في الاتصالات التي تلت تسليمه ردّه الى الجانب الاميركي».

ولفتت المصادر عبر «الجمهورية» الى انّ لبنان لن يعلّق على المواقف الاسرائيلية المتفرقة وهو ينتظر موقفا رسميا، وهو ما حرص عليه هوكشتاين نفسه الذي تمنى حصر التعليقات الرسمية اللبنانية والاسرائيلية بالمواقف الرسمية للبلدين، وطالما ان المجلس الوزاري لم يتخذ اي موقف من المواقف المتفرقة تبقى ملك اصحابها وزراء كانوا من الحكومة او معارضين لهم، فجميعنا يفهم انّ بلادهم دخلت مدار انتخابات الكنيست مطلع الشهر المقبل، وبالتالي فإنه خطاب موجّه الى الداخل وليس الى الخارج وانّ مسؤولية معالجة الوضع تقع على مسؤولية الوسيط الأميركي والتلاعب بأعصاب الناس الاسرائيليين قبل اللبنانيين».

وقالت المصادر: «انّ التعليق الرسمي رهن بالموقف الرسمي وهو على ما يبدو بات مؤجلاً بناء لطلب هوكشتاين الذي يسعى الى تقريب وجهات النظر. وعليه فإننا ننتظر الكلمة الفصل في ما اذا كانت نهائية عند اسرائيل أم أنها قابلة للتفاوض». ودعت الى قراءة بيان الخارجية الاميركية الذي كشف أن المفاوضات بين لبنان وإسرائيل باتت «في مرحلة حاسمة في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية وان الفجوات تقلّصت»، وهو ما يعني ان «على لبنان انتظار نتيجة اتصالات هوكشتاين في الساعات المقبلة».

وكانت مصادر اعلامية قد نقلت عن منخرطين في مسار المفاوضات قولها إن موقفاً سيصدر خلال الساعات المقبلة عن هوكشتاين لوقف السجال بما يتم تداوله في وسائل الإعلام الاسرائيلية، وخصوصا لجهة التهديدات التي لم ير فيها لبنان سوى «حرب نفسية» اعتاد عليها منذ انطلاق المفاوضات ولا سيما بعدما استأنف هوكشتاين تحركه منذ اربعة اشهر تقريبا.

ونسبت قناة «الحدث» الى «مصدر في الرئاسة اللبنانية» أنّ «هوكشتاين يقول إن الإسرائيليين رفضوا بعض الملاحظات اللبنانية، ولم يرفضوا الاتفاق». 

كذلك نقلت

عن «مسؤول لبناني» قوله انّ «الرفض الإسرائيلي كلام انتخابي، ولن يؤثر على الاتفاق»، وانّه «يُتوقع توقيع الاتفاق مع إسرائيل من دون إشكالات، وان رفض تل أبيب هو لحفظ ماء الوجه فقط».

وفي السياق قال بوصعب لوكالة «رويترز»: «إنني لا أزال على اتصال مع هوكشتاين كل ساعة لحلّ المشكلات العالقة في اتفاق الحدود البحرية مع إسرائيل»، معلنًا أنّه «تمّ إنجاز 90% من الاتفاق، لكن نسبة 10% المتبقية هي الحاسمة».
ونقلت «رويترز» عن مسؤول لبناني قوله انّ «لبنان لم يتلقَّ ردّاً إسرائيليّاً رسميّاً في شأن طلبات تعديل مسوّدة اتفاق ترسيم الحدود البحرية الجنوبية»، مشيرًا إلى «أننا نريد معرفة ما إذا كان هذا الرفض نهائيّاً أو يمكن التفاوض في شأنه».
وبدوره، أوضح المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم لقناة «سبوتنك» الروسية، أنه «لا يعنينا الرد الإسرائيلي وننتظر من الوسيط الأميركي تَحمّل مسؤوليته».

على ان الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله سيتطرّق الى التطورات في ملف الترسيم في كلمة له عند الثامنة مساء الثلاثاء المُقبل خلال المهرجان الذي ينظمه «حزب الله» في ذكرى المولد النبوي الشريف في باحة عاشوراء ـ الضاحية الجنوبية لبيروت.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...