هل يذهب الحزب إلى خيار جوزيف عون؟


 لم تكن "التلميحة" التي تولّى رئيس مركز الارتكاز الاعلامي سالم زهران إبلاغ مضمونها بأن الحزب لا "فيتو" لديه على انتخاب قائد الجيش جوزيف عون رئيساً للجمهورية مجرّد كلمة تُنثر في الهواء ما يزيد من جدّيتها موقف سابق كان ادلى به رئيس حزب التوحيد العربي الوزير السابق وئام وهاب مطلع الشهر الماضي قال فيه أن الحزب لا يمانع انتخاب جوزيف عون رئيساً للجمهورية، ما يشير إلى أن المواقف تلك منطلقة من أحداث ومعطيات وتنم عن جدية وليست كلاما للاستهلاك الإعلامي.

مراقبون كثر يؤكدون أن ثمة مساراً بديلاً يعمل عليه الحزب بالتضامن مع حليفه حركة أمل، لتأمين سلوك طريق رئاسي مضمون بالنسبة إليه ويشكّل ضمانة للمقاومة. قد يعتقد البعض أن قائد الجيش لا يشكل هذه الضمانة لقربه من الأميركيين، غير أن المؤشرات السابقة واللاحقة التي يعلمها الحزب وفي صورتها، لم تشر في أي مناسبة إلى انضمام قائد الجيش إلى مشروع سياسي معادٍ للمقاومة أو العكس، وقد ثبت في مناسبات واستحقاقات سابقة مدى التنسيق بين الجيش والمقاومة تحت أنظار عون نفسه، والمستوى الذي بلغته العلاقة بين الجانبين والتطور الذي يشوبها حاليا والذي لا يخفى على الأميركيين طالما أنهم يشاهدون حركة على خط اليرزة – الضاحية إذاً الحزب "ضامن عون" بالحد الأدنى، أو على الأقل ليس لديه ما يخشاه منه.لكن لرسالة الحزب - إن أعطيناها هذا الطابع الدقيق - أهداف عدة قصيرة وبعيدة المدى يمكن وسمها برسالة التهدئة إلى الجمهور الشيعي الذي تأثر بمرحلة زمنية عابرة بحملات وأفكار بثها التيار الوطني الحر حول وضعية الجيش بالنسبة إلى الأميركيين أو المقاومة. من جهة ثانية يمكن فهمها بأنها رسالة تحذير لكل من المرشحين المفترضين بالنسبة إلى حلفاء الحزب. ونذكر هنا رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي يبقى مرشحاً طبيعياً حتى ولو أعلن أنه غير مرشح، ورئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية، المرشح الطبيعي مع وقف التنفيذ.

ما يريد الحزب قوله تحديداً أن الوقت ينفد من أمام المرشحين الطبيعيين، وفيما لو أرادوا إبعاد جوزيف عون عن الرئاسة، عليهم إيجاد صيغة اتفاق تجعل من أحدهم رئيساً، أو على نحوٍ أوضح إيجاد صيغة - صفقة بين باسيل وفرنجية تجعل من الأخير رئيساً ضمن ربط نزاع أشبه بالذي عقد بين رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري والجنرال ميشال عون قبل أن يصبح رئيساً للجمهورية.

ويفهم أن الحزب يبدي إستعداده لبحث الخيارات البديلة وعون من ضمنها متى وجد أن المرشحين الطبيعيين بعيدون كل البعد عن الجدية، مع الإشارة إلى إعتقاد جهات أن الحزب رمى إشارة جوزيف عون لأسباب مدروسة وللتحفيز.

حتى الآن ساعة الرمل تشير إلى قرب إنقضاء مهلة الرئاسة أو بصريح العبارة مهلة إنتهاء مرحلة المرشحين الطبيعيين، والتي ستدشن لاحقاً مرحلة المرشحين "ستاند باي" من موظفي الفئة الأولى وأولهم قائد الجيش، ولا يخفى أن الثنائي الشيعي، لا مشكلة لديه في طرح هذا الخيار طالما أنه يقدر على مصارحة قائد الجيش في هواجسه، وطالما أن الأخير أثبتت زياراته الأميركية بأنه غير مستعد أن يكون أداة تنفيذية لأي مشروع ضد المقاومة، منطلقاً من طبيعة تمثيل المقاومة شعبياً، وحضورها ووزنها السياسي والإنتخابي عداك عن وزنها العسكري الذي يعتبر جوزيف عون أكثر من يعلمه ويختبره.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...