جعجع وباسيل يدفعان ثمن أذيّة الحريري


 مخطئ من يعتقد أن التنافس بين رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع محصور بمنصب رئاسة الجمهورية فقط، بل هناك ما هو أهم بالنسبة للرجلين خصوصًا أنهما على علم بإستحالة وصول أحدهما إلى سدة الرئاسة.

يسعى كل من جعجع وباسيل إلى تحقيق مكاسب سياسية على الساحة السنية، النيابية تحديداً، خصوصًا أن لا زعامة سنية تقود الحراك النيابي المشتت، ويعمل كل من باسيل وجعجع على شيطنة بعضهما البعض في صفوف النواب السنّة علّ أحدهما ينجح في حجز مكانة له في الأوساط السنيّة. لكن قبل الخوض في تفاصيل المنافسة، تجدر الإشارة إلى أن الأمر الوحيد الذي جمع باسيل وجعجع هو أنهما ألحقا الضرر بالرئيس سعد الحريري، ويبدو أنهما يدفعان الثمن.علاقة باسيل مع السنّة غير المتحالفين مع حزب الله تكاد تكون معدومة، هو غير مرحب به إطلاقاً، وقد أثارت زيارته لدار الفتوى منذ مدة قصيرة اعتراضات حادة باعتبار أنه كان خصماً لدودًا للرئيس الحريري. لذلك من المستحيل أن ينجح باسيل في تحسين علاقاته مع النواب السنّة، أكان في الشمال والبقاع وبيروت.

واقع جعجع على الساحة السنية ليس أفضل حالاً من باسيل، فرئيس القوات متهم أيضاً بأذية الحريري والتحريض عليه داخل المملكة العربية السعودية. هذه التهم جعلت جعجع في وضعٍ صعب سنياً، ورغم أنه التقى أعضاء من تكتل الاعتدال الوطني قبل أيام، إلا أن بعض أعضاء التكتل اعتذروا عن زيارة معراب لأنهم يرفضون الجلوس مع "الحكيم".

يتفوق جعجع على باسيل لأن رئيس القوات تربطه علاقة جيدة مع صقور في الطائفة السنية وهم الرئيس فؤاد السنيورة والنائبين أشرف ريفي وفؤاد مخزومي، أما باسيل تجمعه علاقة طيبة مع النائب محمد يحيي فقط. لذلك قرر رئيس الوطني الحر زيارة مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان للإيحاء بأن دار الفتوى ليست على خصام معه، وأنه رغم كل الظروف قام بزيارة عائشة بكار، الأمر الذي لم يفعله جعجع منذ فترة طويلة جداً.

لكن ما يعلمه باسيل جيداً، أن أسهم القوات في دار الفتوى تفوق قيمة أسهم التيار، والجميع يذكر حين أقام جعجع إفطارا في شهر رمضان المبارك في معراب حضر الشيخ خلدون عريمط ممثلا للمفتي شخصياً، وكان هناك تطابقاً في الآراء والتوجهات السياسية خاصة فيما يتعلق ببناء الدولة وعدم إلحاق لبنان بمحاور تضرّه. إذا العلاقة بين جعجع ودار الفتوى جيدة جداً ويرعاها السفير السعودي وليد بخاري شخصياً.

لكن رضا دار الفتوى على جعجع لا ينعكس على أرض الواقع النيابي، فالعلاقة بين النواب السنّة والقوات تشهد فتوراً واضحاً حيث لا لقاءات ولا اتصالات بينهم إلا بمناسبات محددة. أكثر من ذلك، حتى النواب السنّة التغييريين ياسين ياسين، وضاح الصادق، إبراهيم منيمنة وحليمة القعقور ورامي فنج لا يوجد تلاقي بينهم وبين القوات اللبنانية.

عليه، رغم اشتداد المنافسة وشراستها لن يكون لجعجع أو باسيل حصة في المقاعد السنية رغم تشتتها وضياعها.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...