تموضع سنّي تحضيراً للمرحلة المقبلة

 

يدورُ حراكٌ سنّي مستتر، يهدف إلى إجراء ما يمكن تسميته بإنعاشٍ سياسي للطائفة السنّية، كي تواكب التطورات السياسية الحاصلة ولا تكون بعيدةً عنها، مع إدراك المعنيين بأن الحالة السياسية السنّية، ووفق وضعيتها الراهنة، لن تكون عاملاً مقرراً في اختيار أيّ رئيسٍ مقبلٍ، عطفاً على الوضعية السيئة التي تعيشها، إنما تسعى لأن تكون شريكاً بالحدّ الأدنى.

الحيوية السنّية التي ظهرت أخيراً، لا يُمكن فصلها عن حيويةٍ مماثلة تعيشها الدبلوماسية السعودية في بيروت، والمنشغلة راهناً بالتحضير لمؤتمرٍ تحت عنوان "تجديد الثقة باتفاق الطائف". تزامن هذا المؤتمر مع الإشتباك السياسي الداخلي وحالة الشغور التي باتت أمراً واقعاً، كما أن حضوره في أعقاب فشل "العشاء السويسري"، يُظهر دون أدنى شك، نيّة السعودية تشكيل حالةٍ ما أو دعم حالةٍ وليدة لا بدّ أن تكون شريكةً في أي تسوية مقبلة، عملاً بقاعدة التوازن بين الطوائف.ظهرت المساعي في أكثر من مكان، وأبرزها كان الحراك باتجاه النواب السنّة في تكتّل النواب التغييريين، الذين لوحظ تغريدهم في حالةٍ منفصلة عن كتلتهن الأم، وصولاً للتنسيق في ما بينهم ومع نواب آخرين من نفس المذهب، بالإضافة إلى حضور نواب صيدا المستجد ضمن وضعية التنسيق السنّي العام.

وليس آخراً، الائتلاف الذي أُعلن عن ولادته، من دارة النائب فؤاد مخزومي وضمّ 13 نائباً سنّياً من شتّى المشارب السياسية والعقائدية. ورغم أن الحالة لم تنضج أو تتمظهر كحالةٍ قائمة بذاتها، يُنظرُ لهذا التموضع على أبواب الإستحاقات الكبرى، باهتمامٍ بالغ.

تموضع النواب السنّة نُظر إليه باهتمامٍ إذاً. عين التينة بصفتها المرشد الروحي للمرحلة الحالية، وهي على أبواب دعوة سيدها رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى طاولة حوار، أخذت علماً بأن الائتلاف الجديد غير المُعلن عنه رسمياً، سيخصّص له مقعداً، مع الإشارة إلى أن بري، يدرك الواقعية السياسية التي آلت إلى دخول عناصر سياسية سنّية جديدة إلى الحلبة ولا بدّ من تمثيلها. وفي هذه الخطوة، إقلاعٌ عن فرضية دعوة رئيس تيّار "المستقبل" سعد الحريري أو من ينوب عنه، دون إغفال أن الحريري، أعلن مقاطعته العمل السياسي.

الحراك السنّي لا يقتصر فقط على المستوى السياسي أو التحضيري لتولّي دورٍ ما خلال المرحلة المقبلة، إنما ينسحب على كلّ الأطراف، إذ يُلاحظ نشاط النواب السنّة بشكلٍ لافت من خلال الجمعيات القريبة من دار الفتوى أو الأهلية المحسوبة على بعض المناطق. وفي هذا الصدد، يلاحظ دخول "المستقبل" تحت عناوين إجتماعية إلى المناطق، فيما يصنّفه البعض على أنه يأتي في إطار مزاحمة بعض النواب أو الجمعيات الطامحة لتولّي أدوار أوسع أو أكبر من حجمها.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...