هل تكفي المظلة الثلاثية الدولية لحماية الطائف والرئاسة؟

 

هل تكفي المظلة الدولية الثلاثية التي تشكّلت أخيراً للدفع نحو إتمام الإستحقاق الرئاسي، ضمن المهلة الدستورية وقطع الطريق على سيناريوهات الشغور الرئاسي؟ سؤال متداول بقوة في اليومين الماضيين وعلى وقع المواقف التي صدرت على هامش الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك. لكن الكاتب والمحلّل السياسي نبيل بو منصف، يخفّف من وقع وتأثير كل هذه الدعوات الخارجية، والتي لا تعبّر عن اهتمامٍ جدّي حتى الساعة، لأن الأدبيات في الخطاب الدولي، غير مؤثّرة وغير كافية لإجراء الإنتخابات، فيما الخطاب الفاعل سيكون على غرار الموقف الدولي الذي كان جازماً خلال ثورة 17 تشرين الأول، والذي كان حازماً تجاه السلطة اللبنانية.

ولاحظ أن كلّ البيانات التي تصدر اليوم في الداخل كما في الخارج، وأبرزها، البيان الثلاثي الأخير السعودي والأميركي والفرنسي، تذكّر باتفاق الطائف، متحدّث، عن بعدين لافتين، الأول هو الإنخراط مجدداً في الملف اللبناني، والثاني التشديد على الطائف والقرارات الدولية، لأن هذا الأمر يقطع الطريق على وصول مرشّح من فريق 8 آذار إلى رئاسة الجمهورية.ويعزو الكاتب بو منصف أسباب "الدفع" السعودي الملحوظ من جهة ومواقف المجتمع الدولي من جهة أخرى، إلى الخشية من الشغور الرئاسي ومن عودة الإنقسام اللبناني مجدداً حول الثوابت، وفي مقدّمها دستور الطائف، لأنها تخاف من تركيبة لبنان الهشّة، وبالتالي، يشدّدون على اجراء الإنتخابات في مواعيدها.

هل يعني هذا الأمر أن الطائف في خطر؟ عن هذا السؤال، يؤكد بو منصف، أن الطائف في خطر شديد، لأن الفراغ الرئاسي هذه المرّة وإذا حصل، لن يكون كالمرات السابقة، لأنه قد يأخذ لبنان إلى مكانٍ آخر يختلف عن كلّ المراحل السابقة، ويهدّد بالفوضى الأمنية، التي تؤدي إلى اهتزاز الإستقرار والنظام، خصوصاً وأن ما من ضمانة بعدم طرح المؤتمر التأسيسي، لا سيما وأن أكبر قوة في السلطة اليوم، وهي التيّار الوطني الحر"، تطرح هذا الأمر، كما أن رئيس الجمهورية ميشال عون، يقول إنه يجب إعادة النظر بالنظام وبالطائف.

ويكشف الكاتب بو منصف، أن "مصلحة المسيحيين تقتضي بعدم المسّ بالطائف، ولذلك نتكّل اليوم، على حكمة المسلمين أكثر من حكمة بعض المسيحيين إزاء هذا الموضوع، مع العلم أن السنّة يرفضون المسّ بالطائف"، معرباً عن خشيته من "حصول واقعٌ جديد، يُعيد الحديث بالمنطق الديموغرافي".

ووفق بو منصف، "إذا طار الطائف، فإن أكثر فئة لبنانية ستصاب بالضرر، وسيُصبح وضعها بخطر، هي الفئة المسيحية بدون شك، لأن هذه الفئة التي ستغادر قريباً، تُصدر فتاوى دستورية غريبة عجيبة من بعبدا، كنزع التكليف من الحكومة أو توقيع مرسوم إقالة الحكومة، علماً أن لا سند دستوري لهذه الإجتهادات".

وفي هذا السياق، يشير بو منصف، إلى أن "اللعب بالدستور يأتي من التيّار الوطني والعهد فقط حتى الساعة، وكأنهم يريدون خراب البصرة، أي يريدون توريث اللبنانيين تركةً ودماراً، لن يتمكّن لبنان من النهوض بعدها ولو بعد 100 سنة"، مؤكداً أن لبنان لم يشهد هذا المنطق في أي مرحلة سابقة، وحتى خلال الحرب.

لكنه يستدرك، بأن "هذا النمط الإنتحاري والشمشومي على طريقة علي وعلى أعدائي، لن ينجح لأن الفئات الأخرى، وتحديداً حزب الله، لا يملك أي مصلحة بأخذ البلد إلى هذا المكان الخطير، ذلك أنه في وضعٍ ممتاز ويتحكّم بالقرار وسيفرض لاحقاً مرشحه لرئاسة الجمهورية، وسيقطف ثمار الترسيم، وبالتالي، لماذا سيذهب نحو الإنتحار مع هذه الفئة المسيحية؟"

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...