كيف تُحرض الاحزاب مناصريها على حمل السلاح؟


 تتنقل الاشكالات الامنية ذات الطابع الحزبي بين المناطق، وتُحفز الخطابات العالية السقف لبعض القيادات وانتشار التصريحات الهجومية لمسؤولي الاحزاب اللبنانية أو الذين يدورون في فلكهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي مُرفقة بفيديوهات وأناشيد حماسية، المحازب الى حمل السلاح والنزول الى الشارع لافتعال إشكال وشهر سلاحه.ينشط التجييش الكترونيا قبل أن يُترجم على أرض الواقع. 

حصل ذلك في الطيونة حين اشتبك مناصرو حزب الله مع القوات اللبنانية، كما حصلت اشكالات متفرقة وضعها البعض في سياق التحضير للانتخابات النيابية لاسيما في المناطق المختلطة التي ينتمي كل طرف فيها الى حلف اقليمي ودولي، وانضمت رخص السلاح الى فئة الرشاوى الانتخابية الموزعة من قبل الاحزاب لاسيما تلك التي في السلطة للمناصرين الذين يتباهون بحملها اذ تساعدهم على سحب سلاحهم عند الحاجة.قبل أيام وقع اشكال في بلدة مجدل العاقورة أدى الى مقتل أحد مناصري القوات اللبنانية. وفي الساعات الماضية أيضا اشتبك عناصر من الحزب القومي فيما بينهم على خلفية الانقسامات الكبيرة التي يشهدها الحزب، وقد أمطرت سماء بعض قرى المتن بالرصاص الطائش الى أن تدخلت استخبارات الجيش ولجمت التفلت الحاصل. الحوادث الحزبية المتنقلة يُقابلها أيضا تقصير كبير من قبل الجهات الامنية التي تنتظر نتائج اتصالاتها بالقيادات الحزبية قبل أن تتدخل وتفض الاشكال لأن الامن في لبنان برأيها بالتراضي وأي تدخل غير محسوب قد يترتب عليه نتائج تنعكس سلبا على الضابط المسؤول.

أما الأسوأ القادم فهو ما يتم ضخه عبر الاعلام من تصريحات وأخبار تتصل بملف حساس يرتبط بالديمغرافية السنية الشيعية في لبنان وقد يدفع ذلك الى اشكالات متنقلة في الشارع في حال لم تُصدر القيادات السياسية المعنية بهذا الملف بيانات توضح حقيقة ما يجري لاسيما وأن البعض ذهب بعيدا نحو تضخيم الارقام في الاعلام لتجييش الرأي العام ودفعه الى المواجهة بشتى الطرق. وقد ضخت بعض المجموعات على مواقع التواصل أخبارا تتعلق بتغيير ديمغرافي في طرابلس نتيجة الهجرة غير الشرعية للعائلات في المدينة وامتدادا الى عكار، ومعظم هذه العائلات هي من الطائفة السُنية. ولاضافة عنصر التشويق والاثارة والتحريض، ربطت تلك المجموعات مراكب الموت المهاجرة عبر البحر نحو اوروبا، بأرقام الوافدين العراقيين الى لبنان والتي برأيهم تخطت التوقعات نتيجة الغاء التأشيرات بين البلدين، فذهبت التحليلات الى حد القول بأن حزب الله يعمل على شراء العقارات والبيوت في طرابلس لصالح العراقيين الوافدين من قبل الحشد الشعبي ليقطن هؤلاء في عاصمة الشمال والتي يُطلق عليها البعض "قلعة المسلمين".هذه السيناريوهات التي يجري الحديث عنها بدأت تستنفر الطرابلسيين وتستغلها مجموعات مسلحة منظمة من خارج المدينة تأخذها كذريعة لإحداث إشكالات قد تصل الى هجوم مسلح كبير يجرّ الطرف الآخر الى الرد فنكون أمام حرب تصفية حزبية طائفية خطيرة.
تسعى الاحزاب الى تعويم نفسها بعد أن وصلت الى حالة إفلاس على المستويات كافة وتريد اليوم قلب الطاولة لتتمكن فيما بعد من ترتيب بيتها الداخلي كما حصل في الحرب الاهلية اللبنانية، حيث تحولت من ميليشيات مسلحة الى أحزاب تطالب بدولة المؤسسات والغاء الطائفية والمساواة بين الرجل والمرأة وغيرها من العناوين التي تتناقض حكما مع مبادئها ونظامها الداخلي.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...