هذا ما يتخوف منه العالم

 

عام 2014، برز على الساحة العالمية اهتمام التنظيم الإرهابي”داعش” بالعملات الرقمية المشفرة، حين نشر أحد المشرّعين في التنظيم والمعروف بـ”تقي الدين المنذر” مقالًا بعنوان: “بيتكوين وصدقة الجهاد”، دعا من خلاله لاستخدام العملات الرقمية في تمويل “داعش”. وبالفعل تم إطلاق “صندوق الكفاح الإسلامي” وهو صندوق رقمي على شبكة “دارك ويب”، وخُصص لجمع التمويل بالعملات الرقمية وتحديدًا البيتكوين.

حينها كان هذا الصندوق يتبع لموقع “أخبار المسلمين”، وهو أحد المواقع المرتبطة بـ”داعش” إلا أنه حُذف لاحقًا من شبكة الإنترنت.

مرت السنوات وبدا أن القدرة الدعائية والتمويلية ل “داعش” خفت بعدما منيت بهزائم كبيرة في سوريا والعراق، لتعود اليوم إلى الواجهة المخاوف العالمية بعدما ظهرت أول حالة معروفة لرمز غير قابل للاستبدال (NFT) تم إنشاؤه ومشاركته من قبل أحد أنصار “داعش”، خصوصًا وأن هذه العملة مرتبطة بتقنية الـ”بلوك تشاين” وهي تقنية يتم فيها تسجيل المعاملات على شكل رمز من دون معرفة أي تفاصيل عن هوية الذي يملكها ما قد يكون علامة على أن الجماعات الإرهابية تستخدمها للتهرب من العقوبات وجمع الأموال لحملاتها الإرهابية.

الصحافي والخبير في مواقع التواصل الاجتماعي عمر قصقص أشار لـ”لبنان 24″ إلى أن “العملات الرقمية إنشاؤها لنفس الهدف الذي يتمثل بعدم قدرة أي طرف على معرفة هوية الشخص الذي يملكها ولا أي تفاصيل مرتبطة به”، لافتًا إلى أن “الجماعات الإرهابية ممكن أن تستفيد من هذه العملة المشفرة عبر إرسال مبالغ طائلة من دولة إلى أخرى من دون أن يستطيع أحد كشفها أو ضبطها، لأن المحافظ هي عبارة عن أرقام ولا يطلب وقت إنشائها أي معلومات مرتبطة بالشخص الذي يريد الاستفادة منها”، مضيفًا أن “كل ما يطلب 12 كلمة لحفظها”.

وقال قصقص: “يمكن وضع المحفظة مثلًا على usb وإعطاؤها لأحد ما ويكون داخلها عملة رقمية يبيعها ويستفيد منها”.

وأضاف أن “داعش يمكن أن يستفيد عبر العملات المشفرة من الموالين له الذين يملكون أموالًا طائلة ويريدون تمويله فيشترون عملات رقمية ويحولونها إلى حساب محفظة التنظيم عوضًا عن تحويل مبالغ نقدية التي يمكن أن تكشف هويتهم من خلالها، إذ إن العملات النقدية لا رقابة عليها من البنك المركزي”.

في الإطار أشار قصقص إلى أن “الخوف اليوم يتمثل بلجوء الجماعات الإرهابية إلى عالم “ميتافيرس” فيشكلون شخصيات إرهابية ويبدأون بالترويج لأفكارهم كما يمكنهم بيع العملات المشفرة ليستفيدوا بالتالي من التمويل والترويج لأفكارهم في الوقت نفسه”، مشيرًا إلى أن “أجهزة الاستخبارات لا يمكنها أن تكشف ذلك وأبسط مثال أن أحد الأشخاص مؤخرًا تعرض أحد الأشخاص للاغتصاب في “ميتافيرس” من دون أن يتمكن أحد من كشف هوية الفاعل”.وبدأ التداول بالعملات المشفرة في عام 2009، بعد نشر حساب مجهول يُسمي نفسه “ساتوشي ناكاموتو” ورقة بحثية على الإنترنت بعنوان “البيتكوين: نظام نقدي إلكتروني من شخص لآخر”، قدم فيها العملات الرقمية كبديل للنقود الورقية.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...