هل يقبل لبنان بالشرط الاسرائيلي ويُوقّع اتفاق الترسيم؟

جاء في “المركزية”:

 يسيطر ضباب كثيف على ضفة مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين بيروت وتل ابيب، وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن لا قدرة لدى اي طرف “رسمي” في الداخل اللبناني، على تحديد المصير الذي ستلقاه المحادثات، وما اذا كانت ستنتهي باتفاق ام ستعود وتشهد انتكاسة.

مساء الاربعاء، التأمت في قصر بعبدا لجنة سياسية – عسكرية – تقنية، برئاسة الرئيس ميشال عون، لدرس إحداثيات “خط هوكشتاين” التي حملها الوسيط الأميركي إلى لبنان الجمعة الماضي، والخروج بموقف موحد حيالها. وحضر اللقاء كل من مستشار رئيس الجمهورية المكلف ملف الترسيم نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم ورئيس مصلحة الهيدروغرافيا في الجيش المقدم عفيف غيث وآخرون.

هذه المعطيات، تؤكد ان ثمة جدية في التعاطي اللبناني مع الملف، خاصة وان العهد يستعجل الاتفاق قبل أُفوله.. لكن الدولة او معظم أركانها، ليست حتى الساعة، متحمّسة لتقديم اي تراجع اضافي لاسرائيل، اذ ان تل ابيب تطلب من بيروت التخلي عن نقطة الـB1 البرية واعتماد ربط الخط البحري بالناقورة لا بالنقطة هذه، للتسريع في الاتفاق، اي انها تريد من لبنان التخلي عن كيلومترات اضافية، فهل يرضى بذلك؟ لا جواب بعد..

الى ذلك، فان رئيس مجلس النواب نبيه بري يفضّل العودة الى الاتفاق الاطار والى الناقورة لمواصلة البحث مع الاسرائيليين في الترسيم البحري، بينما هذه العودة باتت بعيدة وقد انتقلت المفاوضات الى عهدة هوكشتاين الذي يتولى نقل العروض بين بيروت وتل ابيب، على ان يكون إحياء “الناقورة” تتويجا للمفاوضات ولتوقيع الاتفاق فقط لا غير.

ليست هذه العوائق فقط، ما يصعّب الحسم في مسار المحادثات، بل ان عاملا اساسيا آخر يلعب ايضا دورا في تعزيز “الرمادية”، ألا وهو دور حزب الله، وايران مِن ورائه، في ملف الترسيم. فالاخيرة قد تقرر في اي لحظة تطيير المفاوضات ونسفها وتسخين الجبهة مع اسرائيل اذا اقتضت مفاوضاتُها المتعثّرة مع الولايات المتحدة والغرب، ذلك.

في السياق، أشار وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس امس إلى أنه إذا أراد الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله، تعطيل مفاوضات الحدود البحرية ومهاجمة منصة كاريش، فنحن نرحب به للقيام بذلك، لكن الثمن سيكون لبنان”. واضاف “يبدو أن الصفقة الإيرانية في غرفة الطوارئ، سنرى كيف تسير الأمور بعد الانتخابات النصفية الأميركية”، في إشارة إلى مفاوضات إحياء الاتفاق النووي.

رغم ذلك، وفي خانة المؤشرات المشجّعة، لفتت الخارجية الأميركية الى أنّه بالإمكان الوصول إلى حلّ وسط لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل. كما أكدت مساعدة وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، رداً على سؤال حول وضع مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين إسرائيل ولبنان، أن “هناك تقدما وأن الطرفين يظهران مشاركة بناءة”.

الاكيد اذا ان لا اتفاق في المدى المنظور، او قبل الانتخابات الاسرائيلية، الا اذا تنازل لبنان عن هذه الكيلومترات وسار بالعرض الاسرائيلي. اما اذا لم يفعل، هل يصمد الهدوء الى ما بعد الاستحقاق الاسرائيلي، أم يسبقه تصعيد عسكري من الحزب متأثّرا بمناخات فيينا؟ هنا السؤال، تختم المصادر.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...