ملف عودة اللبنانيين المنتمين إلى داعش إلى لبنان يثير البلبلة... و"إرهاب من نوع آخر"!


 في الداخل، صيف لبنان الجميل انتهى، فالمغتربون يغادرون والانفجار الكبير قد اقترب. الازمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية تفاقمت، اضافة إلى ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء، كما على منصة صيرفة في المصارف.

وفي الجنوب، حلّ شهر ايلول من دون اي جواب واضح وصريح حول مستقبل ملف ترسيم الحدود البحرية، في خضم تهديدات ومناورات وتحرّكات على الحدود ولكن لم يكن وقع كلمة حرب هو الرعب الوحيد الذي سيطر على نفوس اللبنانيين، بل كان للوضع الامني المتفلّت والدقيق والحديث عن عودة الاغتيالات والعمليات الامنية نصيب كبير.

منذ ايام، اثار مقال في صحيفة Le Figaro الفرنسية ضجة كبيرة وبلبلة على الساحة اللبنانية، حيث تطرّقت الصحيفة إلى موضوع اللبنانيين الذين التحقوا إلى داعش وشاركوا في الحرب في سوريا والعراق إلى جانب التنظيم، وعمدوا إلى العودة إلى لبنان.

من هنا، تساءل الوزير السابق مروان شربل في حديث لموقع LebanonOn عن مصدر الخبر بالأصل، مؤكدا ان لا تقارير أمنية تتحدث عن الموضوع. وقال: "خلّي Le Figaro تهتم بفرنسا وأمن فرنسا وشو بدها بلبنان".

برأي شربل، الوضع الأمني في لبنان ممتاز مطمئنا اللبنانيين الى ان الاجهزة الامنية ساهرة على استقرار البلاد، وهي على أتم استعداد وجهوزية لمواجهة الخطر الامني. واكّد ان لا تحرّكات لخلايا نائمة كما يصوّر البعض بعد انتهاء ولاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، حتى ولو دخلنا الفراغ الرئاسي وقال ضاحكا: "هل تنتظر الخلايا النائمة الفراغ الرئاسي للتحرّك؟".

وشدّد الوزير السابق على ان الخطر الذي يداهم لبنان ليس الخطر الامني الارهابي، بل الخطر الاجتماعي والاقتصادي الذي يعيشه اللبنانييون يوميا. وقال: "يخيفوننا بالإرهاب لإبعادنا عن الحقيقة، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في الحرمان من الدواء، والاتصالات والخبز وغيرها.. هذا ما يثير الخوف".

وتابع: "قد تحصل عملية أمنية هنا، وعملية هناك، إلاّ انّ الاجهزة الامنية تقوم بواجباتها، ولكن كيف لها ان تقوم بواجباتها حين تكون الدولة غير قادرة على تأمين رواتب العسكريين". واضاف بحرقة قلب: "العسكري اللبناني غير قادر على اطعام عائلته، ولا تعليم أولاده، ولا تأمين الاستشفاء والاعتناء بعائلاته".

واعتبر ان الكثيرين يحذرون من الفلتان الامني بعد رحيل رئيس الجمهورية من القصر الجمهوري، في حين ان احدا لا يعلّق او يسأل عن مصير الدولار والوضع الاقتصادي والمالي في اليوم الثاني. وقال: "يتنبهون للأمن ولا يتنبهون للوضع الاقتصادي".

إذا، وعلى الرغم من التحذيرات من الوضع الامني المتفلّت وعودة الخلايا النائمة الارهابية للتحرّك في الداخل اللبناني، لا بدّ من محاربة خلايا ارهاب الاقتصاد والمال والمافيات المتحكّمة بمصير اللبنانيين، علّ لبنان يقوم من محنته!

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...