رئيس حزب يدير أذُنه لـ “وشوشات” السفارات!

نُقل كلام عن السفير السعودي في لبنان وليد بخاري بعد خروجه من لقاء رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط، تحدث فيه عن رفضه انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية من فريق 8 آذار وحدّد مواصفات الرئيس التي يراها مناسبة للرجل الذي سيحل مكان الرئيس الحالي العماد ميشال عون.

بمعزل عن دقة الكلام فإن مجرد تدخل السفير في شأن داخلي وسيادي بحت هو ما يثير الإستغراب واستماع أحد الزعماء اللبنانيين لهذا الكلام بدون تعليق أو إفهامه أن هذا الامر شأن داخلي هو بمثابة طعنة لكل من هو استقلالي وسيادي.

ليس من المقبول أبداً أن يتدخّل أي سفير في هذا الشأن من السّعودي الى الإيراني الى الأميركي الى الفرنسي وغيرهم، فهل يُسمح لسفير لبنان في المملكة العربية السعودية أو في طهران أو في باريس أو واشنطن أن يبدي رأيه بمواصفات الملك أو الرئيس هناك.

ما جرى نقله أمس هو إهانة للسفير نفسه لأنه لم يعرف حدود العمل الدبلوماسي في البلد الذي يمثل بلاده به، كما أنه إهانة للزعيم أو السياسي الذي استضافه في منزله ليصدر عنه كلام يوحي بأن هذا الزعيم طالب في مدرسة السفير يأخذ بتعليماته في الفروض الواجبة عليها.

قد يكون لبنان طيلة الفترة الماضية محكوما من السفارات بعد أن كان محكوماً من المنتدب السامي، لكنه شهد على رجال رفضوا التعليمات وصانوا السيادة وأسّسوا للبنان المستقبل حتى أنهم فقدوا حياتهم رفضاً لتعليمات الدول الضاغطة، ولم يتغنّوا بالشعار السيادي قولاً لا فعلاً .

وأخيراً ما معنى “رئيس صنع في لبنان” كشعار يحمله بعض السيادين اليوم وهم يديرون آذانهم لوشوشات السفارات.

 

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...