من يستهدف بكركي... طارئ على هذا الكيان


 درجت بكركي في زمن الشغور والفراغ السياسي على الساحة المسيحية، وعلى مدى عقود، على قيادة لبنان المجتمع المسيحي من خلال تكريسها كمرجعية وطنية لكل فريق يقصدها للدعم والمساندة. وعلى هذه الخلفية، تتعرّض بكركي في الآونة الأخيرة، وعلى مسافة أيام فاصلة، عن دخول لبنان مدار الإستحقاق الرئاسي، لحملات لافتة، قد وضعتها مصادر سياسية مسيحية، في سياق خطةٍ ممنهجة تهدف إلى إخراج هذا الإستحقاق من إطاره الوطني من جهة، والتصويب في الوقت نفسه على بكركي من جهةٍ أخرى، بهدف التخفيف من دورها، بعدما حدّد البطريرك بشارة الراعي مواصفات الرئيس العتيد السيادي والإصلاحي، أي بكلمة واحدة، رئيسٍ يتعارض مع مواصفات فريق 8 آذار، كما مع مواصفات العهد الحالي، وهي بالطبع مواصفات تعيد الإعتبار إلى الخطّ التاريخي الذي بدأ مع الجمهورية الأولى التي كان لبكركي المساهمة الأساسية فيها.

وعليه، كشفت المصادر المسيحية ، عن وجود جهة داخلية تعمل على قطع الطريق على مواصفات البطريرك الراعي بسبب خشية هذه الجهة من وصول رئيس يعيد الإعتبار لموقع الرئاسة. وبالتالي، فإن هذا الإستهداف لا يقتصر فقط على الموقف السياسي، بل انتقل إلى الناحية العملية من خلال توقيف المطران موسى الحاج، والتي شكّلت رسالةً واضحة المعاني، بحسب هذه المصادر، إذ أنها ذهبت إلى الحدّ الأقصى في الحؤول دون أن يكون لبكركي دوراً مؤثراً في هذا الإستحقاق.ولذا، فإن هذا التحييد المقصود لبكركي، يعود إلى موقفها من الحياد والذي يتناقض مع موقف الجهة المذكورة، والتي تعتبر أن أصداء هذا الحياد الخارجية كما الداخلية، تُشكّل خطراً على مشروعها الهادف إلى إبقاء لبنان في محورٍ إقليمي معيّن، وتحويله إلى رأس حربة فيه.

ولا يقتصر السبب في حملة تحييد بكركي، على ما تقدّم، إذ تحدثت المصادر السياسية المسيحية، عن معارضة أصحاب هذه الحملة للمؤتمر الدولي حول لبنان، وتحديداً بعد إصرار فريق 8 آذار على التمسّك بالسلطة، على الرغم من الإنهيار غير المسبوق، ولذلك، فإن هذا الفريق يرفض هذا المؤتمر، لأنه يدرك أن للبطريرك الراعي كلمةً مسموعة في عواصم القرار الكبرى وفي الفاتيكان، ومن شأن هذا المؤتمر أن يؤدي إلى فصل لبنان عن محور الممانعة، ولذلك يستمر التصعيد بوجه بكركي.

وعن موقف البطريركية من هذه الحملات، قالت المصادر، إن بكركي تدرك هذا الواقع، ولكنها لن تتوقف يوماً عن الدفاع عن سيادة لبنان واستقلاله رغم كل ما تعرضت له في السابق ولم يدفعها إلى التراجع، لأنها تبقى متجذّرة في عمق الكيان اللبناني، بينما من يستهدف إلغاءها هو طارىء على هذا الكيان، وبالتالي، فإن هذه المواجهات تزيدها صلابةً، وتصميماً على مواصلة النضال دفاعاً عن الجمهورية اللبنانية.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...