من يعمل لتفريغ لبنان من السفارات؟

 

إسترعت التهديدات التي تعرّضت لها سفارة المملكة العربية السعودية في بيروت، باهتمام الأوساط السياسية والديبلوماسية، والتي عبّرت عن خشية واضحة من إمكان عودة لغة التهديد الأمني والإرهابي إلى الساحة اللبنانية، لا سيّما وأنها على موعدٍ مع العديد من الإستحقاقات والمحطات الدستورية. وفي هذا الإطار، كشف عضو "اللقاء الديمقراطي" النائب مروان حماده، والذي تربطه علاقة وطيدة بالمملكة، لـ "ليبانون ديبايت"، عن ارتدادات هذا التهديد وأبعاده وأهدافه الحقيقية، مؤكداً أن هذه التهديدات تذكّر بحقبة الثمانينات، وما أصاب الجسم الديبلوماسي العربي والغربي حينها من أعمال إرهابية أدّت حينها إلى إفراغ لبنان من السفارات العربية والغربية، وعزله عن العالم، ما رتّب خسائر فادحة طاولت لبنان على كافة المستويات.

أمّا في ما خصّ التهديد من قبل أحد المعارضين السعوديين في بيروت، يربط النائب حماده ما بين التوقيت المشبوه إقليمياً، وما يشهده لبنان نتيجة ممارسات وسياسات "عهد جهنم" من انهيار إقتصادي وحياتي ومعيشي، إلى إقتراب الإستحقاق الرئاسي، مشدّداً على أن هذا الواقع، يدفعنا إلى الوقوف مجدّداً إلى جانب المملكة العربية السعودية، لأن الشيم العربية والوفاء يقتضيان أن نكون إلى جانبها، لا سيما وأنها فتحت أبوابها وقلوبها أمام اللبنانيين وعائلاتهم منذ أن اندلعت الحرب منتصف السبعينات وصولاً إلى اليوم.ويضيف حماده، أنه على البعض أن يقرأ التاريخ بشكل معمّق، حيث الرياض هي رئة لبنان الإقتصادية والداعم الأساسي للبنان، ولغة الأرقام والودائع المالية وإعادة إعمار لبنان، ولا سيما الضاحية الجنوبية بعد عدوان تموز من العام 2006، كلها عناوين تؤكد على وجوب الوقوف بوجه أي تهديد لها، مثمّناً التحرّك الفاعل لوزير الداخلية بسام المولوي، لتأمين الحماية والتحقيق في هذه التهديدات.

ويضيف النائب حماده، إنه لا يمكن إغفال هذا الخط البياني من التهديدات والحملات على المملكة من تهريب الكابتاغون والآفات إلى الحملات السياسية الحاقدة، ما يسترعي أيضاً تحرّكاً فاعلاً للدولة والأجهزة المعنية لتوفير سبل الحماية للسفارة السعودية وطاقمها، فمن حمى لبنان، وأوقف حروبه التدميرية، ورعى اتفاق الطائف الذي وضع حداً للحرب اللبنانية، ومن بلسم جراح اللبنانيين، من نافل القول أن نحميه ونحمي السفارة السعودية وطاقمها الديبلوماسي، وأن نكون إلى جانبهم في السرّاء والضرّاء.

ويردف حماده، مشدّداً على تاريخ علاقة البلدين وعمق لبنان العربي، متمنياً أن لا نقع في المحظور من جديد عبر استضافة مؤتمرات لمعارضين وفارين من وجه العدالة، أكان من المملكة أو سواها، معلناً أنه "يكفي لبنان انهيارات وتحويله إلى ساحة ومنصّة لمن يعمل على تخريب علاقاتنا مع أشقائنا، وفي طليعتهم السعودية ودول الخليج العربي، وفي هذه الظروف الإستثنائية المصيرية التي تعصف بلبنان بعدما دمّر هذا العهد البائد علاقاتنا بمحيطنا الطبيعي، ومع دول تشكّل الرافد الأساسي لدعم اقتصاد لبنان".

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...