"العصا" الاميركية أخرجت "نوفاتيك" الروسية من لبنان

 تطرح خطوة شركة "نوفاتيك" الروسية بالإنسحاب من كونسورتيوم شركات التنقيب واستخراج النفط في البلوكات اللبنانية، العديد من التساؤلات حول أبعاد هذه الخطوة على الصعيدين الديبلوماسي والسياسي أولاً كما على صعيد واقع استثمار لبنان لثروته النفطية ثانياً. فالشركة الروسية، كانت شريكاً في كونسورتيوم الشركات المتعهدة للتنقيب في البلوكين 4 و9، مع شركتي توتال الفرنسية وآيني الإيطالية.

وبمعزلٍ عن بعض التفسيرات التي تُطرح عن احتمال أن تكون الخطوة رسالةً موجهة إلى الأطراف الإقليمية المعنية بإنتاج الغاز وتأمينه للدول الأوروبية، فإن مصادر واسعة الإطلاع وعلى تماس مع الملف النفطي، كشفت ل"ليبانون ديبايت" عن أن قراراً أميركياً قد صدر منذ خمسة أشهر، وحذرت بموجبه واشنطن شركتي توتال وآيني، من استمرار العمل ضمن كونسورتيوم واحد مع شركة "نوفاتيك"، في لبنان، وذلك بسبب العقوبات الأميركية على الشركة، ولكن من دون أن تتمّ الإستجابة لهذا التحذير، والذي بقي غامضاً لجهة ما إذا كانت العقوبات ستشمل الشركتين على الصعيد العالمي أم فقط على صعيد عملهما في لبنان.وأوضحت هذه المصادر أنه منذ ذلك الوقت، وبسبب انعدام الثقة بالموقف الأميركي غير الواضح، بدأت مفاوضات بين الشركات الثلاث، من أجل العمل على إعداد الإطار القانوني لانسحاب شركة "نوفاتيك"، والبحث في كيفية تأمين كلّ الإجراءات المطلوبة لتصفية هذه الشراكة، لكي تتمكن الشركتان من متابعة العمل من دون الشركة الروسية، خصوصاً وأن الإتفاقيتين العائدتين إلى البلوك رقم 4 والبلوك رقم 9، تشملان عقوداً بقيمة 250 مليون دولاراً.

ومع إعلان "نوفاتيك" الرسمي عن انسحابها من الكونسورتيوم، تشير المصادر أن تسويةً قد حصلت "تحت الطاولة"، من أجل تأمين مصالح "نوفاتيك" خارج الكونسورتيوم، وبعدها كان القرار الرسمي أو الخطوة بالإعلان رسمياً عن خروجها من "كونسورتيوم" شركات التنقيب.

وعن وجود أية عوامل سياسية مؤثرة أو حتى رسائل معينة من وراء هذه الخطوة، أكدت المصادر المطلعة، أن انسحاب "نوفاتيك" هو إجراء غير سياسي بل قد اضطُرّت الشركة لذلك بسبب الخشية من العقوبات الأميركية ، خصوصاً وأن شركتي "توتال" و"آيني" تتخوفان من أن تستهدفهما واشنكن بالعقوبات على المستوى العالمي، وأن تأتي هذه العقوبات لمصلحة الشركات الأميركية المنافسة لهما في المجال النفطي.