انفجار مرفأ بيروت ما زال يعذبنا… حالة نفسية أصابت اللبنانيين: “ما بدنا نموت”!


 كتبت آية حمدان لـ”ليبانون نيوز”:

“ما بدي موت”.. “تخبوا” ..”ابعدوا عن الزجاج”، عبارات ما زالت تتكرر في أذهاننا منذ سنتين إلى يومنا هذا، إذ شكّل انفجار المرفأ حالة من الهلع لدى اللبنانيين. فمن منا ينسى لحظة الانفجار؟! ينسى الساعة السادسة والسبع دقائق؟
“لا أذكر الحياة قبل انفجار بيروت”، هي الجملة التي يكررها أغلبنا، ليصبح بعضنا تحت وطأة حالة تعرف بالـPTSD (Post-traumatic stress disorder).

وفي توصيف لهذه الحالة تقول المعالجة النفسية فاطمة ناصيف لـ “ليبانون نيوز” إنّ علماء النفس قد رأوا أنّه يمكن اعتبار الأحداث التي تعتبر شديدة الضغط والتي تهدد الحياة “صادمة” كتلك الأحداث التي تساهم في إطلاق الاضطراب النفسي، والصدمة لا تعني مجرد انقطاع آليات التكيف التي تحدث عندما يتعرض الإنسان للأحداث الحياتية الصعبة، الصدمة تعني جرحاً في الروح نتيجة لتجربة مروعة ومن الممكن أن يترك هذا الجرح مرضاً معقداً بالمفهوم الذي يشار إليه بمصطلح اضطراب ما بعد الصدمة”.وأشارت ناصيف إلى أنّ “الصدمة النفسية تعني محاكاة الفرد للحدث أو مشاهدته أو مواجهته على أن يتضمن الحدث موتاً أو أذى، وتهديداً للفرد أو لأشخاص الآخرين، الأمر الذي يؤدي إلى رد فعل فوري ومشاعر الرعب والخوف الشديد”.

وفي إسقاط هذه الحالة التي تشرحها المعالجة النفسية على انفجار 4 آب، نستذكر جملة “إذا سمعنا صوت قوي مننقز”.
إلى ذلك كانت إحدى ضحايا مرفأ بيروت قد نشرت فيديو تتحدث فيه عن عجزها عن جمع الزجاج المتناثر لكوب انكسر في منزلها، منذ عامين وحتى اليوم وهي ليست قادرة على سماع صوت الزجاج.

وقال أحد المتطوعين في الدفاع المدني لـ”ليبانون نيوز” إنّه مازال يذكر تفاصيل لحظة الانفجار، موضحاً أنّه لجأ إلى معالجة نفسية كي يستطيع التخلص من الحالة التي أصابته بعد الانفجار كنوبات الهلع، ضيق التنفس، القلق المستمر.
وأوضح المتطوّع أنّ أكثر ما يخطر في باله هو وجه المرأة المسنة التي أمسكته من يده قائلةً: “بدي ابني وينه؟!”، مشيراً إلى عجزه عن تخطّي الصورة”.

وبالعودة إلى أنواع الخبرات الصادمة، قالت ناصيف إنّه يمكن تقسيمها إلى نوعين هما:
1-خبرات ناتجة عن كوارث طبيعية خارجة عن طوع الإنسان.
2-خبرات صادمة ناتجة من عمل بني من إنسان.

وأوضحت أنّ أعراض الصدمة أو الـ PTSD قد تحدث في أي عمر بما فيه الطفولة المبكرة، وهذه الأعراض تكون واضحة خلال بضعة أسابيع أو أكثر من الحادث الصادم، فيما بعض الحالات قد تتأخر في الظهور.
وتسبب أعراض الـPTSD مشاكل كبيرة في المواقف الاجتماعية أو العملية أو حتى في العلاقات. كما يمكن أن تتعارض مع القدرة على أداء المهام اليومية العادية.
وتتغير هذه الأعراض بمرور الوقت كما أنّها تختلف من شخص لآخر، فهناك مثلاً من يتذكر انفجار مرفأ بيروت عند حصول حريق، وهناك من يتذكره بصوت الزجاج أو عند دوي أيّ صوت قوي.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...