أخطر انفجار "مؤجّل" في طريقه إلينا... هؤلاء إن ثاروا غضبًا لن يبقى حجرٌ على حجرٍ!

«السجن تنشئة وإصلاح». أو هكذا يجب أن يكون. لكن سماع حكايات لا تنتهي عن معاملة موقوفين وسجناء كـ»حيوانات منفيّة»، والزج بهم أعداداً في ما لا يزيد عن مساحة زنزانة إفرادية، تجعلنا نتريّث للحظة هذا ولم نذكر بعد التكبيل، عصب الأعين، التعذيب ومنع المأكل والمشرب عن هؤلاء لساعات وأيام من دون مراعاة أدنى مواصفات الصحة والسلامة وثمة المزيد العبارة التي بدأنا بها، والحال كذلك، لا تشي بأنها تتعدّى سكب الحبر على الورق. أهلاً بكم في سجون لبنان.

13 يوماً من «البهدلة»

سليم (اسم مستعار) يشرح لـ»نداء الوطن» كيف تعرّض ورفاقه لتوقيفات تعسّفية على خلفية حرق مبنى بلدية طرابلس خلال ثورة تشرين، في حين بقي الفاعلون الحقيقيون أحراراً طلقاء. «كنا ستّة أشخاص حين نُقلنا إلى وزارة الدفاع. كان التعاطي سيّئاً. انقطعنا عن العالم الخارجي وحتى المحامي لم يُسمح له برؤيتنا. كان الملف مفبركاً فقط لتأديبنا لأننا تواجدنا في الساحات دفاعاً عن الوطن»، كما يروي. ويضيف: «تعرّضنا لإهانات لفظية وعنصرية، وبقينا معصوبي الأعين وأيدينا مكبّلة إلى الخلف بلا أكل وشرب ونوم ليومين متتاليين. حتى استخدام المرحاض لم يكن يُسمح به إلا على مزاج العناصر المناوبين. الحمّام مكشوف يدخله أحدنا مكبّلاً بالآخر».

ويتابع الموقوف السابق: «بعد يومين نُقلنا إلى الريحانية، ووُضعنا مجدّداً في زنزانة إفرادية مخصّصة للحالات النفسية ولا مقوّمات للحياة فيها. سُمح لنا بالأكل الذي يشبه كل شيء إلّا الطعام الصالح للبشر، لكننا رضينا به لأن الجوع أدركنا. 13 يوماً مضت من دون استحمام، وكان باب الزنزانة يُفتح «تننسب ونتبهدل» لا أكثر».

«كلّو واسطة»...

محاكمة سليم لم تنتهِ، لكن قصّته خلف القضبان انتهت من حسن حظّه بسرعة. أما القصص الأخرى المشابهة، فلا تُعدّ هذا سجين تواصلنا معه من داخل سجنه ليست المرة الأولى التي يدخل فيها السجن ولسنا هنا في معرض الدفاع عنه في مطلق الأحوال. فالمرتكب يجب أن يُعاقب حتماً تهمته تعاطي المخدّرات وهو يعرف «الشاردة والواردة»«هون الفقير بلا أكل، بيشطف الحمامات كرمال سيجارة بالنهار، والغني مدلّل ومرتاح وكفّو برقبة الفقير»، كما يخبرنا زاهي (اسم مستعار) يتابع كيف جرى منع إدخال الطعام من الخارج بحجّة التدابير الأمنية، في حين أن الهدف هو تشغيل «دكّان» السجن، ويعلّق ساخراً: «علبة الدخان برّا بـ30 ألفاً، وهون بتنباع بـ50 ألفاً. خايفين يتهرّب شي بالأكل؟ المخدّرات بتفوت والأكل ما بيفوت الحبس مليان تلفونات وحبوب وكل شي بيخطر عبالكن وفي رؤوس كبيرة مستفيدة. في ناس بتفوت قصداً لأنو هون أحسن مطرح للصفقات».

نسأل زاهي كيف يجرؤ على محادثتنا من الداخل وعلناً، فيردّ: «في كل غرفة 3 أو 4 تلفونات، وكل تعليمة لحدا من أهل المساجين بتشريجة خط. هون يا عيني كلّو واسطة. بدِّك أكتر من إنو يلّي عندو واسطة بتجي صاحبتو لعندو زيارة... وفهمك كفاية» ما سمعناه مُضحك مُبكٍ، وشرّ البليّة ما يُضحك.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...