بين عودة فيينا وتصعيد غزة، هل يتأثّر الترسيم؟


 ينتظر لبنان عودة المنسّق الرئاسي الخاص للشراكة من أجل البنى التحتية والاستثمار العالمي آموس هوكستين في غضون أسبوع حاملا الجواب الاسرائيلي النهائي على المعادلة التي فرضها لبنان في جولة المحادثات الأخيرة التي اضطلع بها هوكستين في بيروت وهي أن لا غاز من كاريش من دون غاز من قانا، أمّا ما قد يستجدّ من مثل طلب اسرائيل تمرير أنابيب نقل الغاز في البلوك 8 أو غيره من الطلبات فيُبحث لاحقا ويمكن للولايات المتحدة كوسيط أن تطرحه للبحث والنقاش، غير أن لا أولوية تتفوّق على بدء لبنان التنقيب في قانا من دون قيد أو شرط.

وفيما كانت الأجواء توحي بإقتراب هذا الملفّ من خواتيمه، برزت التطوّرات الأمنية في قطاع غزة بعد نشر ​الجيش الإسرائيلي​ مقطع ​فيديو​ لعملية إغتيال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي تيسير الجعبري بصاروخ أُطلق من طائرة حربية اسرائيلية إستهدفت مكان وجوده، وما أعقب ذلك من عملية إطلاق صواريخ من القطاع باتجاه اسرائيل. فهل يمكن لهذه التطوّرات أن تفرمل الإندفاعة في ملفّ ترسيم الحدود البحرية خصوصا إذا تدحرجت الأمور نحو التصعيد المتبادل؟

بحسب أوساط مُتابعة فإنّه من المُستبعد أن تنزلق الأمور الى حرب لا سيما أنّ التطوّرات الأمنية باغتيال الجعبري تتزامن مع تهدئة على المستوى الاقليمي والدولي إثر الإعلان عن عودة المفاوضات النووية في فيينا، مع ما يعنيه ذلك من زخم  على خطّ مساعي إحياء الاتفاق النووي. وقد كان لافتا قول كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري إنّ الهدف من المفاوضات هو تحديد ظروف عودة واشنطن للاتفاق، في حين اعتبر المبعوث الأميركي روبرت مالي أن توقعاته محدودة، لكنّ مسؤولا غربيا قال إنه يجب التوصل إلى اتفاق بنهاية الأسبوع الجاري.

يبدو أنّ هذه التطوّرات لا تروق الى اسرائيل التي إرتأت تنفيذ عمليّة اغتيال الجعبري في هذا التوقيت، ما يؤشّر الى أنّ تل أبيب أرادت إرسال إشارة اعتراض على مسار الأمور بين واشنطن وطهران فيما لو صدقت التوقّعات هذه المرة بحتمية العودة الى الاتفاق النووي.بناء عليه، تقول الأوساط إنّ ردّة فعل الفصائل الفلسطينية على ما جرى في غزّة، وعموما التصعيد العسكري في المدينة سيبقى محدودا. كما أن لا نيّة ولا مصلحة لدى طهران بالتصعيد الآن بإنتظار ما ستؤول اليه المفاوضات النووية المُستعادة في فيينا. وتشير الى انّ ملفّ الترسيم البحري قد يسير في المسار الصحيح  ولن يتأثّر بالتطوّرات الأمنية ربطا أوّلا بإحتواء التصعيد بين غزة وتل أبيب وثانيا بالأجواء الإيجابية التي تظلّل عودة المفاوضات النووية في فيينا.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...