على الحكومة السلام"... ماذا عن الاستحقاق الرئاسي؟!

 

بات من الثابت أن هناك استحالة لاختراق الإنسداد السياسي في المشهد الداخلي، بدلالة القطيعة المتمادية الطويلة بين رئيسي الجمهورية ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، وانقطاع أواصر التنسيق بشكلٍ غير مسبوق بين الرئاسات الثلاث، وذلك بصرف النظر عن كل البيانات والمواقف والتسريبات عن لقاءات محتملة أو تواصل عبر وسطاء.

ومن هنا فإن اجتماع الرؤساء الثلاثة للمشاركة باحتفال العيد ال77 للجيش وتخريج تلامذة ضباط في اليرزة، لم يكن مألوفاً من حيث الفتور الواضح في التعاطي أو حتى تبادل أطراف الحديث بعد فترة من الإنقطاع. وقد قرأ رئيس تحرير جريدة "اللواء" صلاح سلام، في هذا المشهد، غياباً لافتاً لأبسط قواعد اللياقات، مؤكداً أنه لم تتمّ مراعاتها في هذه المناسبة. كذلك وجد في الرسائل السياسية التي وجهها رئيس الجمهورية إلى الرئيسين بري وميقاتي، في كلمته، محاولة لتحميلهما المسؤولية عن الواقع الحالي عليهما.

وأكد سلام، أنه قد درجت العادة أن يعقد الرؤساء الثلاثة، إجتماعاً جانبياً خلال الإحتفال بعيد الجيش، ولكن عدم حصوله، يجعل من الممكن القول، أنه على الحكومة السلام. وتحدث عن واقعٍ جديدٍ من العلاقات السياسية بين الرؤساء، وبنتيجته سيبقى البلد من دون حكومة، محذراً من أن هذا الأمر سيؤدي إلى زيادة الإحتمالات ببقاء لبنان أيضاً، من دون رئيس جمهورية، حتى نضوج التسويات الخارجية التي ستفرض على الأطراف الداخلية، موعد الإستحقاق الرئاسي وانتخاب الرئيس، في ضوء انقطاع كل جسور الحوار للتوصل إلى تفاهمات أو تسويات بين الأطراف الداخلية حول الملف الرئاسي.

كذلك استغرب سلام، عدم حصول أي لقاء أو حوار ما بين الرئيسين عون وميقاتي، كما كان متوقعاً، أو حتى ما بين الرؤساء الثلاثة، بعد انتهاء الإجتماع مع الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود آموس هوكشتاين، حيث أنه كان من المفترض، وبعد خروج هوكشتاين من قصر بعبدا، أن يبقى الرؤساء الثلاثة مجتمعين على الأقل لبضعة دقائق من أجل تقييم الإجتماع والتشاور بما حمله هوكشتاين.

واعتبر أن العلاقات بين الرؤساء، ستبقى على واقعها من التوتر في الأشهر المقبلة، لافتاً إلى الرسالة التي وجهها الرئيس عون، إلى رئيس المجلس عندما قال" سنحاول أن لا يكون مصير انتخاب رئيس الجمهورية، كمصير تأليف الحكومة".

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...