الجهة المظلمة من الإتفاق النووي: لبنان ضحية


 يكاد إبرام اتفاقٍ بين واشنطن وطهران حول الملف النووي الإيراني، يسبق توقيع اتفاق الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل، في ضوء الإعلان الإيراني عن أن واشنطن استجابت لمطالبها، وانطلاق حملات الدفاع عن الإتفاق من قبل إدارة الرئيس جو بايدن، تزامناً مع إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن أن الإتفاق لم يتطرق إلى أية ملفات مطروحة بقوة وتتعلق بدور إيران في المنطقة. ومن هنا، فإن السؤال الأبرز الذي تطرحه أوساط ديبلوماسية مخضرمة، يتركّز حول المواضيع التي اتفق عليها المفاوضون، والتي تتجاوز البرنامج النووي الإيراني إلى الصواريخ البالسيتية وأذرع إيران في المنطقة، لأن الإتفاق الذي بات وشيكاً سيطرح معادلات جديدة في المنطقة، وستكون له انعكاسات مباشرة على لبنان.

وتقول الأوساط الديبلوماسية لـ "ليبانون ديبايت"، إن الخلاصة الأولية هي أن إيران ستزداد قوةً ونفوذاً في المنطقة، وفي لبنان بشكلٍ خاص، نتيجة حصولها على مئات المليارات من الدولار وعودتها إلى أسواق النفط العالمية في ظل ارتفاع أسعار النفط، ولكن في حال لم يشمل الإتفاق الملف الإقليمي، فإن لبنان عندها سيكون "ضحية" الإتفاق النووي، لأن "حزب الله" سيزداد قوةً عندها.وفي هذا السياق، تحدثت الأوساط الديبلوماسية، عن مخاوف جدية بأن تكرّر واشنطن ما سبق وأن قامت به، عندما أطلقت يد سوريا في لبنان، لأن التجارب السابقة معها غير مشجعة، ولا تدفع إلى الثقة بأي خطوة تقوم بها خصوصاً في المنطقة.

أمّا في الجانب الآخر منه، تكشف هذه الأوساط، فإن الحدود الجنوبية ستصبح مستقرّة، ولن يعود التوتّر وارداً بأي شكلٍ من الأشكال، لأن المنطقة ستصبح آمنة بالنسبة لإسرائيل، وعندها من الممكن أن يحصل الإتفاق على ترسيم الحدود البحرية، على أن تتبعه اتفاقات أخرى حول قضايا سياسية عدة على الساحة اللبنانية.

وإذ تتوقع الأوساط الديبلوماسية، إبرام الإتفاق في الأيام المقبلة، إلاّ إذا حصل حدث طارىء، تشير إلى عقبة تواجهها واشنطن وتتمثل بالكونغرس، حيث لا مؤيدين لإيران مقابل نفوذٍ لإسرائيل. لكنها تستدرك، مشيرةً إلى أن إيران مفاوض بارع، وهي الطرف الرابح من توقيع الإتفاق أو على الأقل لن تخسر جراء توقيع.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...