مخاوف لبنانيّة من "تحريك" جبهة الجنوب!


 على وقع تفاؤل لبناني بقرب إنجاز اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع العدو الصهويني، بعد أنباء عن عودة الوسيط الأميركي في ملف الترسيم آموس هوكشتاين إلى لبنان قريباً، حاملاً الرد الصهيوني الجديد، بعد مباحثاته الأخيرة في لبنان، شن الاحتلال حرباً دموية في غزة، منفذاً اغتيالات في صفوف حركة الجهاد الإسلامي، المحسوبة على إيران و«حزب الله».وتعززت المخاوف اللبنانية من تحريك جبهة الجنوب للتخفيف عن غزة، بعد كلام لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اسماعيل قآني، اعتبر فيه أن ما يجري في غزة هو «آخر ضربة للكيان الصهوني لإزالته من الوجود»، وأن «إيران تدعم «حزبَ الله» الذي حقق تقدماً جيد،اً ويعتمد حالياً على قدراته الداخلية».

مصادر لبنانية قرأت في هذا الكلام مؤشراً إلى احتمال توسّع حرب غزّة، لتبلغ آفاقاً إقليمية، قد لا ينجو منها لبنان، لافتة في المقابل إلى أن التصعيد الصهيوني لا يخلو من رسائل نارية، تتجاوز توجيه ضربة لـ «الجهاد الإسلامي»، لتصل إلى «حزب الله»، وتهديدات أمينه العام حسن نصرالله، الذي توعد بحرب مفتوحة مع الكيان الصهيوني، وقصف منشآته البحرية والغازية، في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق في سبتمبر المقبل.

في المقابل، استبعدت تقارير دبلوماسية وصلت إلى بيروت في الساعات الماضية أي ربط بين العدوان على غزة واحتمال تفجير الوضع على الحدود مع لبنان.

وبسبب هذه التقارير، فإن الحديث الذي تسرب من الأوساط المصرية عن احتمال مشاركة «حزب الله» في العمليات العسكرية، لملاقاة ما يجري في غزة «غير جدي» حتى الساعة، بالنظر إلى موانع عدة، تمنع توريط لبنان في هذه العملية، التي اعتبرت محدودة في توقيتها وشكلها ومضمونها.

سيناريوهات إعلامية

وقالت إحدى البرقيات العاجلة التي اطلعت عليها «المركزية» إن الروايات المصرية عن احتمال مشاركة الجبهة الشمالية مع ما يجري في «غلاف غزة» وتورط «حزب الله» في الحرب ليست سوى سيناريوهات إعلامية، رافقت الوساطة المصرية لوقف ما يجري في غزة، وتزامنت مع وصول وفود عالية المستوى إلى غزة والأراضي المحتلة، لترتيب وقف للنار، بمعزل عما يجري في الجزء الشمالي من المياه الإقليمية لفلسطين المحتلة، وما يرافق مشروع استخراج النفط من حقل كاريش وتسويقه مطلع الخريف المقبل.

من جانبه، جدد «حزب الله» على لسان رئيس كتلته النائب محمد رعد التأكيد على «أهمية» الطائرت المسيّرة في تدعيم الموقف اللبناني الموحد. وقال: «رغم كل ما يقال في الإعلام حول أن الأجواء إيجابية، وأن هناك تنازلات لمصلحة لبنان، نريد أن نرى الاتفاق والنص بأعيننا، ولا نريد أن نسمع خبريات، لذلك نحن ماضون في جهوزيتنا من أجل مواجهة كل الخيارات».

«الخارجية» تدين

محلياً، حضرت الحرب الصهيونية على غزّة في المشهد اللبناني، ودانت وزارة الخارجية والمغتربين «بشدة العدوان الصهيوني على قطاع غزة»، داعية المجتمع الدولي إلى التدخل السريع لوقف هذا الاعتداء فوراً، والطلب من الاحتلال التقيد بالقرارات الأممية «حفاظاً على المدنيين الفلسطينيين الذين يعانون الأمرَّين من الحصار الصهيوني الظالم».وحدة الموقف

بدوره، أصدر «حزب الله» بياناً، أشاد فيه بـ «تكاتف فصائل المقاومة الفلسطينية كافة»، وشدد على «وحدة الموقف، الذي يشكل العامل الأساس في الانتصار على العدو».

وعبّر الحزب، بشكل صريح، عن تأييده «جميع الخطوات التي تتخذها قيادة حركة الجهاد الإسلامي للرد على العدوان وجرائمه المتمادية».

أنديرا مطر - القبس

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...