أصعب عيد أضحى يمرّ على لبنان: الأضاحي للأغنياء واللّحم المثلج للطبقة الوُسطى!


 كتبت نورا الحمصي في "السياسة":

فيما ينشغل لبنان بمرافقه السياحية بزحمة المغتربين العائدين لإمضاء فترة عيد الأضحى مع أهاليهم، يرزح اللّبنانيون تحت أزمة بدت أكثر شراسة أخيرًا.

على الأرض، يبدو المشهد واضحًا خاصةً مع اختفاء ظاهرة بائعي الخراف الذين كانوا عادةً ما ينتشرون على جوانب الطرقات للاستفادة من هذا العيد.

وفي حين يعجز اللّبناني عن تأمين الأساسيات لبيته، فإنه حتمًا لن يستطيع تسديد ثمن الأضحية التي تُسعر بالدولار أو وفقًا لسعر صرف السوق السوداء. 

"سعر كيلو اللحم وصل الى ٣٠٠ الف بعدما كان في الماضي ما بين ١٥ و ٢٠ ألفًا. ما يعني أنّ شراء الأضحية بات مستحيلًا خاصةً أنّ الرواتب لم تُعدّل لتتناسب مع مستجدات الأسواق وأسعارها"، بحسب احمد موسى صاحب مزرعة ويمتهن بيع الأضحية أيضًا.

ويتابع "الأوضاع الاقتصادية الصعبة وارتفاع الدولار أديا الى  تراجع غير مسبوق فيما يخص شراء الأضاحي".

وعن أسعار الأضاحي،  يوضح موسى أنّ "الخاروف الذي يزن ٦٠ كيلو يبلغ سعره ٢٧٠$ وهناك خواريف تُباع أيضًا ب ٢٢٥$".

ويلفت إلى أنّ" اللّحم المثلج المستورد من الخارج للأضحية يبلغ ١٢٥$ وهو الأرخص. أمّا العجل والذي يزن ٤٠٠ كيلو فسعره تقريباً ٢٥٠$".

كلام موسى لا يختلف كثيرًا عن كلام احمد حيدر وهو صاحب ملحمة الذي اكد ان " حركة سوق الأضاحي هذا العام معدومة وتقتصر على ميسوري الحال".

وتابع "اغلب العائلات لم تعد قادرة على شراء كيلو لحم كما أنّ الكثير من اصحاب هذه المهنة قرروا التخلي عنها".

واكد ان " حتى العرض هذا العام هو اقل بكثير لأنّ التجار لم يتمكنوا من تعليف الخاروف (اطعامه) بسبب الغلاء".

قد لا تشبه فرحة العيد هذا العام الفرحة التي كان يشعر به اللبناني قبل الأزمة. ولكن مما لا شك فيه أنّ  بعض المحتفلين ما زالوا حتى اليوم يحاولون التمسك بالأمل.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...