زيارة هوكستين فارغة... جولة تصعيد جديدة!


 تولّى الإسرائيليون تفريغ زيارة الوسيط الأميركي في ملف الترسيم البحري آموس هوكستين، قبل أن يحطّ الرجل في بيروت أواخر الشهر الجاري كما هو مرتقب وبعدما صمت الإعلام الإسرائيلي طويلاً، تولّى خلال الساعات الماضية تمرير سيلٍ من التسريبات "الدقيقة والمحدّدة"، والتي أشارت بغالبيتها إلى رفض تل أبيب لاقتراحات لبنان في نيل حقل قانا كاملاً.

على النقيض من ذلك، وبشكلٍ مخالفٍ لطبيعة ما هو موجود، شهدت الساحة الرسمية والسياسية وما زالت تشهد، سيلاً من التسريبات التي تتحدّث عن حلٍّ يقترب لبنان من توقيعه مع هوكستين، وهو ما خالف بالكامل معطيات التي كشفت عن أن أياً من المعنيين المباشرين في الملف، قد وضع في الأجواء الإيجابية، فيما اكتفى أحد العاملين بنشاط في ملف الترسيم، ترويج أنباءٍ وأحاديث، تتمحور حول احتمال أن يحمل هوكستين معه اقتراحاً للحلّ.في هذا الوقت، ساد الترقّب لدى المستويات السياسية الرفيعة، مع ملاحظة حالةٍ من الفتور، انعكست على غياب الشوق للزيارة الأميركية المرتقبة، بسبب ما يمكن تسميته بـ"أجواء صُنِعَ في لبنان".

وبحسب المعطيات، فإن التخوّف اللبناني يتمحور حول أن يحمل هوكستين في جعبته، أفكاراً وليس اقتراحات عملية، وبالتالي، وفي حال الإنزلاق إلى السلبية، يصبح من الممكن التقدير أن يكون في جعبته، إقتراحات لن يوافق عليها لبنان، على الرغم من أن فريقاً سياسياً ينشط في تسويق الأفكار "الهوكستينية" في الداخل على أنها الأمل الأخير.

وما يثير المخاوف لبنانياً، يتمثّل في إمكانية وجود تنازلٍ لبناني إضافي، جراء النشاط الملاحظ لدى فئة معينة، تنطلق من كلامٍ سابق لوزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب، حين ألمح إلى طلب إسرائيل مقابلاً للتخلّي عن حقل قانا. وهذا الكلام السابق، يعود اليوم من زاوية وجود طرف يقبل بهذا الحلّ، من خلال القبول بالتخلّي الرسمي عن مناطق تقع في البلوك 8، والذريعة إنتفاء الحاجة منه!

إلى ذلك، وفي انتظار إقبال هوكستين، فإن الإعلام الإسرائيلي تناول الزيارة بكثيرٍ من التسريبات ففي البداية، سُرِّب أن تل أبيب ترفض منح لبنان أي إضافات على الخط 23، ما يعني أن حقل قانا لن يكون لبنانياً مئة في المئة كذلك، روّج الإعلام العبري لاحتمال أن يطرح هوكستين، فرضية التشارك في الحقول كحلّ مؤقت من بين ذلك، تظهر إمكانية أن تحلّ شركة "إنرجاين" العاملة على استخراج الغاز لمصلحة تل أبيب، كوسيطٍ للحلّ بين الجانبين اللبناني والإسرائيلي. ويُوصّف هذا الخيار ب"المستحيل"، لاعتبارات لبنانية داخلية لها علاقة بحالة العداء مع إسرائيل ورفض التطبيع.

عملياً، يكون الإسرائيليون قد نسفوا زيارة هوكستين قبل أن تبدأ، ممّا يؤدي إلى الدخول في موجة تصعيد جديدة ومحتملة بقوة في ضوء تهديدات الأمين العام ل"حزب الله" حسن نصرالله.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...