"مَن يتّهم المسيحيين بالعمالة سيوقِّع قريباً اتفاقاً مع إسرائيل"

 

تستمر فصول قضية توقيف النائب البطريركي على القدس والأراضي الفلسطينية والأردن المطران موسى الحاج، بالتوالي على الساحة الداخلية، وتتّخذ منحىً تصاعدياً خلافاً لما يتمّ الحديث عنه حول "معالجات" سياسية، أو توظيف من قبل أي طرف سياسي بعدما اعتبرت بكركي أن الرسالة من وراء التوقيف قد وصلت، وأنها ردّت عليها في بيانها الأخير. وفي هذا السياق، يجزم الكاتب والمحلّل السياسي نبيل بو منصف، بعدم وجود ترابطٍ ما بين ملف المطران الحاج والإستحقاق الرئاسي، وما يتمّ تداوله عن ضغط سياسي على البطريرك الماروني بشارة الراعي، من أجل تعديل "المواصفات" التي كان قد حدّدها للمرشح إلى رئاسة الجمهورية، معتبراً أنه من الخطأ توقّع خضوع بكركي لأي ضغط، لأن البطريرك سوف يزداد تمسّكاً وتصلّباً في هذا الموضوع، وربما تأخذ الأمور منحىً طائفياً في حال استمر استغلال القضاء من قبل جهة معيّنة لتصفية الحسابات السياسية مع خصومها، مع العلم، أن هذا الأسلوب لم يعد معتمداً في أكثر الدول تخلّفاً في العالم الثالث.

ويؤكد بو منصف لـ"ليبانون ديبايت"، أن القضية برمّتها تُختصر بأنها تأتي ترجمةً لواقع التفلّت والفوضى التي تسود الدولة، وفي كل المجالات، وإلى أسلوب الخفّة وغياب المعايير القانونية في التعامل مع مسائل من هذا النوع، حتى ولو كان الملف يتّصل بالتعامل مع إسرائيل، لأن الدقّة في التعاطي ضرورية، كما الإحتراف، لدى الأجهزة الأمنية والقضائية، التي لم تتعاطَ بمهنية ودراية مع مسألة من هذا النوع. ولذا، فهو يبدي خشيةً لافتةً من أن تزداد الفوضى، وأن تنهار الدولة، وأن تأكل هذه الفوضى الإستحقاق الرئاسي.ويضيف، أن هذه الأجهزة، لم تُظهر أي احتراف في عملها، كما أنها لم تُقِم أي اعتبار لهيبة الأسقف، كما أنها لا تراعي حقوق المواطن بشكل عام، وبالتالي، لا قيمة لأي شيء في لبنان، والكلّ يعمل وفق استنسابية خاصة به وبالمرجعيات التي يتبعها، مستفيداً من واقع الإنهيار من جهة، وبأن العهد الحالي وصل إلى نهاية أيامه، والفوضى باتت تسود كل القطاعات من دون أي استثناء.

وبالتالي، يرفض المحلّل بو منصف، الأصوات التي تتحدّث عن نقاط ضعف لدى المسيحيين، لأن أحداً منهم سبق وأن تعامل في السابق مع العدو، فالعمالة لا طائفة ولا دين لها، مشيراً إلى أن من يتّهم المسيحيين بالعمالة، سيوقّع بعد أسبوعين اتفاقاً مع إسرائيل، وذلك بدفعٍ وتشجيعٍ من "الممانعة". ومن هنا، يشدّد بو منصف، على أن اللغة الذمّية والتخوينية قد دمّرت لبنان منذ زمن، ولم تعد مقبولة من جديد. كذلك، يرى أن هذا الأسلوب في التعاطي مع المطران الحاج، ومقاربة ما يقوم به من زاوية التعامل مع إسرائيل، غير مقبول بأي شكلٍ من الأشكال. ويذكّر بردود الفعل في الشارع التي كانت تحصل عند استهداف رجال دين من طوائف أخرى.

وفي سياق متصل، ينتقد بو منصف، كل الأصوات التي تحدّثت عن "استغلال رجال الدين من قبل إسرائيل"، مؤكداً أن "من لا يريد التورّط، لا يستطيع الحديث عن استغلال رجل دين"، خصوصاً وأن ما من جهة لبنانية تحرص على رفض العمالة لأي طرف خارجي، أكثر من الكنيسة المارونية".

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...