هل ورطت "الزرازير" قوى التغيير؟


 منذ طرحها مرشحة على لائحة النائبة بولا يعقوبيان عن دائرة بيروت الاولى من قبل القيادي السابق في التيار الوطني الحر زياد عبس، تثير النائبة المنتخبة سينتيا زرازير بلبلة في صفوف التغييريين لاسيما اؤلئك الذين تمسكوا بحقوق اللاجئين السوريين في لبنان ودافعوا عن حقهم بالعيش بسلام، ليتفاجئوا قبل الانتخابات بأشهر قليلة بتغريدة قديمة لزراير حين كانت "مناضلة" في صفوف التيار تدعو فيها الى " إبادة الشعب السوري مهما كان جنسه أو نوعه، ما إجا منن إلا البلى على لبنان". بهذه العبارة التي تحمل عنصرية لا تقل شأنا عن ذكورية العبارات التي وُصفت بها النائبة في البرلمان، كانت تقارب زرازير المواضيع الساخنة المطروحة على طاولة النقاش الداخلي. تخطى الرأي العام ما صدر عن ممثلة الاقليات في دائرة بيروت الاولى وتم تسويق التبرير على أن ما قالته "هفوة" تراجعت عنها الناشطة السياسية في حينها وبررت قولها.

لم تحمل النائبة بولا يعقوبيان وزر إسقاط زرازير على لائحتها، ولكن عبس وضعها تحت سلطة الامر الواقع: "إما تقبلين بزرازير أو أنسحب وأتحالف مع مواطنين ومواطنات وضمن لائحة الوزير السابق شربل نحاس". لم تجد يعقوبيان مخرجا لرفض زرازير مع إدراكها المسبق أن مقعد الأقليات فائز بالحاصل لا الاصوات التفضيلية، وهذا ما حصل مع المرأة التي استفادت من حاصل بولا ومن أصوات زياد أبي شاكر التفضيلية والذي ترشح عن المقعد الماروني في اطار تحالف وطني مع النائبة يعقوبيان التي كانت تفضل سرا وصول مرشح القوات إيلي شربشي على أن تكون سينتيا زرازير زميلتها في البرلمان.وصلت الـ "إكس تيار" الى المجلس من ضمن الوجوه التغييرية الجديدة، ولكنها انطلقت بمواقف مثيرة للجدل الامر الذي دفع بالمقربين منها الاستعانة باحدى  الاعلاميات لتقديم خبراتها للنائبة المنتخبة وتدريبها على التصريحات التي تُحاكي الحالة التي جاءت منها وبطريقة مألوفة تعكس أنها نائبة في مجلس النواب لا ناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الشارع. ما حصل داخل مجلس النواب وروته زرازير شكل نقطة تعاطف معها في بداية الامر، لاسيما عندما تحدثت عن التعامل الكيدي معها من قبل حرس المجلس وبعض النواب، وما وجدته في مكتبها والذي شكل نقمة كبيرة جاءت لصالحها. الا أن هذا التعاطف انقلب فجأة ضدها لاسيما عندما تحدثت بلسان المواطن الذي يريد "أخذ حقه بيده"، فكشفت عن نيتها حمل مسدس عند دخولها المجلس النيابي وكأن البلد "فالت" وتريد النائبة التي تُشرع القوانين الانقلاب عليها. واللافت في كلام زرازير أو أقله العنوان المرافق لتصريحها لصحيفة النهار "زج" اسم قائد الجيش في المقالة بصورة توحي أن الرجل حفزها على حمل مسدسها، وهو الامر الذي يريد البعض استثماره لغايات مشبوهة، في حين بررت زرازير اقتناءها لمسدس بعد أن سمعت قبل عشرة أيام عبارة "حقك رصاصة".

بالنسبة لبعض نواب التغيير فإن تصرف زرازير مبالغ فيه، وأنه كان من الافضل التعاطي مع القضية من الزاوية التشريعية لا الغرائزية كما تصرفت، ويشير عدد من هؤلاء الى أن الطبقة السياسية الحالية قطعت كل خيوط التواصل معها ويتعاملون معهم على أنهم "أولاد شارع" لاسيما بعض النواب المنتمين الى حركة أمل الرافضين بالمطلق لفكرة "التغيير". ورغم ذلك يؤكد النواب أن ساحة النجمة هي المكان الافضل لحل النزاعات بعيدا عن "البروبغندا" والمزايدات الشعبية.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...