هوكشتين: عودة إلى الناقورة.. و"إلاّ تخبزوا بالأفراح"؟


كلّ الأجواء إيجابية هذا ما يمكن استنتاجه بعد جولة اتّصالات مع المعنيّين بملفّ ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل بوساطة أميركية عليه يبدو أنّ المفاوض الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، آموس هوكستين، يعود إلى لبنان وبحوزته تقدّم في المفاوضات على مستوى المطالب اللبنانية، وأبرزها العودة إلى مفاوضات الناقورة بعد توقّفها، من دون حسم قبول إسرائيل بمطلب لبنان الترسيم على أساس الخط 23 مع حقل قانا كاملاً ولو أنّ جوّ ردّ إسرائيل يبدو إيجابياً، لكن بشروط حصولها على مساحة أخرى مقابل حقل قانا كاملاً للبنان.

إسرائيل مستعجلة، الأميركيون مستعجلون، والأوروبيون على عجلة من أمرهم أكثر. يضغطون على الشركات المنقّبة للبقاء في الحقول وعدم الرضوخ لتهديدات حزب الله على أساس أنّ الاتفاق قريب ولن يحصل أيّ تصعيد أمنيّ في المنطقة.

في المقابل، أراد حزب الله من خلال مسيّراته فوق كاريش، التي أسقطتها قوات العدو، أن يقول للإسرائيلي: "لا تفكّر في التنقيب وحدك من دون الوصول إلى اتفاق مع لبنان". والوضع في البلدين سواء، ففي لبنان حكومة مستقيلة، وفي إسرائيل فراغ حكومي.

في إسرائيل بنيامين نتانياهو في طريقه إلى الفوز بالانتخابات النيابية المبكرة واستطراداً سيعود إلى رئاسة الحكومة، وفي لبنان يفترض أن يصل رئيس جديد للجمهورية في تشرين الثاني المقبل.

تدفع كلّ الاستحقاقات باتجاه حصول الاتفاق قرابة شهر أيلول، أي قبل العهود الجديدة في كلّ من إسرائيل ولبنان.

الأمم المتحدة وأميركافي المعلومات أنّ مندوبة من الأمم المتحدة زارت إيران وإسرائيل، وأبلغت الخارجية اللبنانية بنتيجة "جولتها الإيجابية" في ما يتعلّق بترسيم الحدود. كذلك فعل الأميركيون. إذ أبلغوا الخارجية اللبنانية أنّ هوكستين سيزور بيروت حاملاً أجواء إيجابية تعيد المفاوضات إلى الناقورة، كما طلب لبنان، ويحقّق للبنان ما يريده على مستوى موقفه السابق.

مقابل هذا الجوّ الإيجابي الذي يوحي بحصول اتفاق قريب جدّاً لمصلحة الجميع وتحت ضغط برد شتاء أوروبا وارتفاع أسعار المحروقات في العالم والحرب الروسية على أوكرانيا وحاجة أوروبا إلى بديل عن الغاز الروسي، يرى مراقبون أنّ موقف حزب الله التصعيدي ليس سوى محاولة لتحقيق انتصار وهميّ مفاده أنّ ضغط حزب الله هو الذي أوصل إلى الاتفاق وتلبية المطالب اللبنانية.وترى مصادر أخرى أنّ تهديد حزب الله أدّى إلى تخويف الشركات المنقّبة في المياه الإسرائيلية من خطورة البقاء في المنطقة من دون الوصول إلى استقرار أمني. لذلك تشير المعلومات إلى جهود تبذلها الإدارة الفرنسية لإقناع الشركات بالبقاء وانتظار حصول الاتفاق.

الاتفاق يفترض أن يُتوّج بعد جلستين أو ثلاث من المفاوضات في الناقورة وليس أكثر، وإلا نكون قد وصلنا إلى أيلول. وحينها "تخبزوا بالأفراح"، كما قال الأمين العام للحزب. وسقف الإتفاق أن لا يتخلّى لبنان عن حقوقه، وأن لا يشترط الاتفاق إنجاز التطبيع مع إسرائيل، كما قال الرئيس نبيه برّي أمس. وهو أضاف: "ان شاء الله نذهب إلى الناقورة، أحسن ما نروح على مطرح تاني".

تختم المصادر حديثها لـ"أساس" بالتأكيد على أنّ الذهاب إلى الناقورة لن سيكون دليلاً على نضوج الاتفاق.

لكن كلّ هذه الإيجابية يقابلها تروٍّ في الإعلان عنها، لأن لا أحد يعلم ما يمكن أن يحصل في ربع الساعة الأخير. لكن الأهمّ أنّ رؤساء الجمهورية والحكومة والمجلس النيابي في لبنان على علم بمسار المفاوضات، ومتّفقون على إنجازه بأسرع وقت ممكن.

جوزفين ديب- أساس 

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...