من هو الناخب الأول والأبرز داخلياً وخارجياً في الاستحقاق الرئاسي؟

 

سيناريوهات كثيرة تُطرح في الصالونات السياسية وغير السياسية حول ما ستكون عليه الإنتخابات الرئاسية المقبلة، لا سيما وأن المنطقة أمام استحقاقات عدة تبدأ بزيارة الرئيس الأميركي إلى السعودية بعد أيام قليلة، ولا تنتهي بالمفاوضات النووية بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، والحرب الروسية ـ الأوكرانية، والتي جميعها ستكون لها ارتدادات مباشرة على الواقع السياسي الداخلي، ولا سيما على الإستحقاق الأبرز المتمثّل بالإنتخابات الرئاسية المقبلة.

وفي هذا السياق، ورداً على سؤال عن الناخب الأول والأبرز داخلياً وخارجياً في هذا الإستحقاق كشف الوزير السابق سجعان قزي، لـ "ليبانون ديبايت"، عن تطوّرات مهمّة تحصل في المنطقة، وستنعكس مباشرة على لبنان وستؤثّر على موازين القوى المحلية، ولكنه أكد أنه، وبمعزل عن التطورات، وباستثناء حصول حرب، فإن في لبنان ناخبين أساسيين ثابتين، وعلى المستوى الداخلي، أولاً البطريركية المارونية و"القوات اللبنانية"، ومن الجهة المقابلة هناك "التيار الوطني الحر" و"الثنائي الشيعي"، ومهما تبدّلت الأحوال، ستبقى هذه القوى بمثابة "بيضة القبّان" في الإختيار، وليس بإمكان أي مرشّح الفوز ضد فريق من هذين الفريقين، إلاّ في حال حصول تغيير في موازين القوى.أمّا على الصعيد الإقليمي، فاعتبر الوزير السابق قزي، أنه من الواضح أن المملكة العربية السعودية وإيران تأتيان في الدرجة الأولى، وفي الدرجة الثانية هناك سوريا ومصر، وكذلك على الصعيد الدولي، حيث أنه، وبمعزلٍ عن الحراك الفرنسي، تبقى أميركا هي المؤثّر الدولي الأساسي مع فرنسا.

وعن دور الفاتيكان، فأكد أن تأثيره موجود، وعلى المستوى الداخلي هو ينسّق داخلياً مع البطريركية المارونية، وإقليمياً مع إيران والسعودية، وينسّق أيضاً مع أميركا وفرنسا، أي أن الفاتيكان من الصعوبة أن يكون فريقاُ في الإنتخابات الرئاسية، علماً أن هذا الكلام يبقى صالحاً في ميزان القوى الحالي، وأمّا في حال تبدّل موازين القوى هذه فالوضع سيختلف، خصوصاً إذا ما انقلبت النظرة بالنسبة لدور "حزب الله" وسلاحه، وساعتئذٍ، فإن إمكانية وصول رئيس من أقطاب التيار السيادي تصبح ممكنة.

وأضاف، أنه إذا استمرّ الوضع الحالي على ما هو عليه، سيكون الخيار بين رئيس من قوى 8 آذار، أي سليمان فرنجية، أو رئيس مدني يصلح لكل الفصول، أو قائد الجيش، وعندها سنشهد تكراراً لتجربة انتخابات المجلس النيابي، وذلك عندما عجزت الأكثرية السيادية والتغييرية، ومع الأسف، عن تكوين نفسها، على الرغم من فوزها في الإنتخابات النيابية، بحيث عادت قوى 8 آذار وربحت من جديد رغم أن تكتّلها ليس هو الأكثري.

لكن قزي، استدرك متحدثاً عن شكّ لديه بأن تسمح الدول الغربية ببقاء لبنان في محور الممانعة، وبإمكانية وصول رئيس جمهورية من قوى 8 آذار، مشيراً إلى أنه إذا حصل هذا الفريق على الرئاسة، سيؤدي هذا الأمر إلى أزمة كبيرة هذه المرة، لأن الدول الخليجية كافةً والإتحاد الأوروبي وأميركا والفاتيكان، ينتظرون نهاية العهد، والمجيء بعهد جديد لديه خيارات وسياسات مختلفة عن سياسة العهد الحالي.

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...