"مدينة الشمس" تعود لتاريخها الأصيل... أين الخارجين عن القانون؟


 بعد غياب عامين بسبب جائحة كوفيد-19، افتتحت "لجنة مهرجانات بعلبك الدولية" موسمها لهذا الصيف، في حدث شدّد منظموه على أنه "مقاومة ثقافية" في ظل أزمة اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة في لبنان، وحفل غنائي جلل على مدرجات معبد باخوس في قلعة بعلبك حيث دبّت الحياة وتم إضاءة الطرقات المحيطة به وبالموقع الأثري بواسطة مولدَين بدّدا بقعة العتمة التي تلف أحياء مدينة بعلبك نتيجة انقطاع التيار الكهربائي.

4 حفلات تمتد حتى 17 تموز، على مدرجات القلعة ومساء الجمعة قدمت كل من "فرقة المجد" التراثية وسمية البعلبكي صرخة حب للحياة، سترددها باقي القرى على امتداد الوطن خلال صيف لبنان الواعد.

ليس غريباً على مدينة الشمس مهد المهرجانات في الشرق الاوسط ان تنهض وسط ركام الانهيارات، وانطلاق المهرجانات من بعلبك تحديداً هو حدث مهمّ بحدّ ذاته، يحمل دلالات خاصة، تتلخص في كسر حاجز الخوف، وعودة السياح أجانب ومغتربين لبنانيين بأعداد كبيرة، للمشاركة في هذا الحدث السياحي.

ما يمكن استنتاجه والتوقف عنده أولاً، بمعزل عن الوضع المعيشي والاقتصادي المزري، هو انتقال المشهد في تلك المنطقة من صورة الانعزال بعد أسابيع من الكلام الكثيف في الإعلام عن حصول تدهور امني كبير، بفعل عمليات مطاردة عصابات المخدرات، ليتبخر كل السيل الإعلامي عن الوضع الأمني القلق والخطر في بعلبك- الهرمل والقرى المحيطة بها، وحلّ مكانه من دون فاصل زمني كبير، مشهد مهرجانات الطرب والفرح والأنس.

ورأت اوساط مراقبة ان استباق مهرجانات بعلبك بعملية أمنية مدروسة، فككت ألغام سيطرة الخارجين عن القانون وبدّدت مخاوف الخطف والسرقة والتشليح، التي يمارسها بضعة اشخاص "مافياويين" باتوا معروفي الهوية لدى مخابرات الجيش وكافة الأجهزة الامنية، وعمليات التنظيف لبعض الجيوب التي ربما تشكل خطراً على عاصمة البقاع بوصفها بوابة المهرجانات في لبنان.وما نجاح افتتاحية مهرجانات بعلبك إلا رسالة انسانية وثقافية وأمنية فيها من التحدي والاصرار ما يكفي لنفض غبار الشائعات الامنية التي طالت المنطقة، لتشارك في صناعة السياحة التي يعول عليها هذا الصيف، وهي الرصيد الاقتصادي الوحيد المتبقي لمواجهة نزف الأزمة، ولا بأس ان تكون "أهلا بهالطلة من مدينة الشمس".

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...