الأمن في الشمال بخطر.. والزعران في الشوارع

 

جاء في الديار:

عشية عيد الاضحى، فلتان امني يتوسع كبقعة زيت من احياء طرابلس، الى عكار، والضنية، وكأن ايادي خفية تكمن خلف احداث واشتباكات ظاهرها شخصية، فردية، لكن في طياتها تحمل اكثر من معنى، واكثر من هدف.

لسان حال اهل الشمال، ان زمام الامور تبدو منفلتة، وهي مظاهر أشبه ما تكون مقدمات لحروب عبثية تنطلق من الشمال الذي يتحول خطوة اثر خطوة الى منطقة غير آمنة...فما شهده العابرون على اوتوستراد العبدة والمستديرة، مشهد اعاد شريط الذاكرة الى زمن الحرب الاهلية، حيث باتت مستديرة العبدة امتدادا الى مفرق ببنين ساحة حرب حقيقية، قضى فيها مواطن بريء ( ظافر الرفاعي)، لا ناقة له ولا جمل في الخلافات القائمة التي ادت الى اندلاع الحرب المحلية،

واسفرت عن شهيد وجرحى واضرار مادية بالمحلات واغلاق للمحلات التي كانت مزدحمة بالمتسوقين عشية العيد، وفي الوقت عينه كانت ساحة حلبا تشهد اشتباكا آخر نتج منه جريحان وفي الضنية عملية ثأر بقيام مسلحين على اغتيال مواطن في بلدة بيت جيدة.

حملة السلاح منتشرون في كل مكان، برخصة او دون رخصة، ولم يعد المواطن يحتمل نظرة مواطن آخر، فاذا نظر اليه شذرا يكون الرد بالرصاص القاتل، وكل ذلك مظاهر انهيار لمؤسسات الدولة، والمستهدف هيبة هذه الدولة، بقصد تعميم الفوضى وبث الرعب في المناطق اللبنانية كافة.

في التبانة والقبة احداث امنية يومية واستسهال لاستعمال السلاح وتوجيهه في فتن داخلية، في كل منطقة من مناطق الشمال، والعبث بأمن المواطنين، ما يدل على حجم انتشار السلاح بايدي المواطنين وكميات كبيرة من الذخيرة رغم ارتفاع اسعارها مما يدعو للتساؤل عمن يزود الناس بالسلاح والذخائر ولاية اهداف.

لم يعد الامن المعيشي والاجتماعي والاقتصادي وحده المنهار، بل يترافق مع انهيار الامن والامان وفقدان السلام في الشوارع والاحياء، وفي القرى والبلدات الشمالية، فهل هناك ايد تعبث بالامن؟ أم الجوع والفقر، وغياب هيبة الدولة شجع على انتهاك أمن الناس واستقرارهم، وكأنه لم يكفهم الفقر والجوع، حتى يأتي السلاح ليضيف الى المأساة المعيشية مآسي اخرى؟

هذا السلاح المنتشر بين ايدي الناس، والذي يستعمل عشوائيا فيلعلع الرصاص كل ليلة في عكار وطرابلس والضنية والمنية، ولطالما كان الرصاص العشوائي سببا لوقوع ضحايا بريئة دون حسيب او رقيب. 

إرسال تعليق

أحدث أقدم
يرجى الدردشة مع فريقناسوف يرد المسؤول في غضون بضع دقائق
مرحبًا ، هل هناك أي شيء يمكننا مساعدتك به؟ ...
ابدأ الدردشة ...